responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 354


الخبر أمير المؤمنين والناس فقام إليه الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين علامَ تدع هؤلاء وراءنا يخلفوننا في أموالنا وعيالنا ، سر بنا إلى القوم فإذا فرغنا مما بيننا وبينهم سرنا إلى عدونا من أهل الشأم . . .
ثم جاء مقبلاً إليهم ووافاه قيس وسعد بن مسعود الثقفي بالنهر ، وبعث إلى أهل النهر : ادفعوا إلينا قتلة إخواننا منكم نقتلهم بهم ، ثم أنا تارككم وكاف عنكم حتى ألقى أهل الشأم ، فلعل الله يقلب قلوبكم ويردكم إلى خير مما أنتم عليه من أمركم ، فبعثوا إليه فقالوا : كلنا قتلتُهم ، وكلنا نستحل دماءهم ودماءكم ) ! ! انتهى .
فقد رأينا أنهم لم يستوعبوا في حرب الجمل التفريق بين جواز قتال البغاة ، وتحريم أموالهم إلا ما حواه معسكرهم ، فطالبوا أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بإباحة أموال أنصار عائشة ونساءهم ، لأن جواز قتالهم حسب فهمهم يستوجب إباحة نسائهم !
ورأينا أنهم كفَّروا الصحابي عبد الله بن خباب ( رحمه الله ) لأنه خالف رأيهم في علي ( عليه السلام ) ولم يتبرأ منه ! ثم قتلوا امرأته وجنينها من شدة تقواهم !
ثم رأينا استحلالهم لدم علي ( عليه السلام ) ودماء المسلمين الذين خالفوهم جميعاً .
وفي نفس الوقت رأيناهم يحرمون على أنفسهم التمرة الساقطة من النخلة ! ويحكمون على صاحبهم بأنه مفسدٌ في الأرض لأنه قتل خنزيراً اعترضه !
أما لماذا صار التكفير عندهم سهلاً محبباً إلى قلوبهم كالماء البارد في الصحراء القاحلة ؟ ! فجوابه : أن الجماعة لشدة تقواهم يعيشون شوقاً قوياً إلى ( الجهاد في سبيل الله تعالى ) والرواح إلى الجنة ! وجهاد من خالفهم يتوقف على تكفيرهم واستحلال قتلهم ! فهم مضطرون إلى ترتيب مواد ( شرعية ) متعددة ، إذا انطبقت واحدة منها على المسلم يصير كافراً واجب القتل شرعاً ، ويكون قتاله جهاداً ! !
وهذا نفس منهج خوارج عصرنا ، لا فرق فيه إلا في تغيير بعض مواد التكفير !

354

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 354
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست