وَاللهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُور ) . وهؤلاء هم المعنيون بآية الانقلاب ، وقد ذكر الله تعالى لهم خمس صفات وهي غير الصفات السلبية التي تفهم من مقارنتهم بالمؤمنين : 1 - أنهم طائفة مستقلة في مقابل طائفة المؤمنين ، وإن اشتركوا معهم في الفرار . 2 - أن ظنهم بالله تعالى ظنٌّ جاهلي ، لأن نظرتهم إلى الله تعالى وعقيدتهم به ما زالت جاهلية ، أو أقرب إلى الجاهلية منها إلى الإسلام ، فهم يتعاملون مع الله تعالى بمعادلات النفع الدنيوي ، كما يتعامل المشركون مع أصنامهم ، وكما يتعامل اليهود مع معبودهم ! ولا يعتقدون بهيمنته وقدرته وحكمته وإدارته لرسوله ( صلى الله عليه آله ) للوصول به إلى الهدف الصحيح كما يعتقد الرسول ( صلى الله عليه آله ) والمؤمنون ! 3 - أنهم يرون أن قيادتهم هم أفضل من قيادة النبي ( صلى الله عليه آله ) وقيادة الله تعالى ، فبمجرد أن رأوا رجحان كفة المشركين في المعركة ، أنْحَوْا باللائمة على النبي ( صلى الله عليه آله ) وعلى ربه سبحانه ! ( يَقُولُونَ هَلْ لَنَا مِنَ الأمر مِنْ شَيء قُلْ إِنَّ الأمر كُلَّهُ للهِ يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَو كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شَيء مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا ) 4 - أنهم منافقون يظهرون للنبي ( صلى الله عليه آله ) أنهم مؤمنون بالله وبرسوله ( صلى الله عليه آله ) ، ولكنهم كذابون فهم لا يسلِّمون بالأمر لله ورسوله ، بل يريدون أن يكون الأمر لهم أو تكون لهم شراكة فيه ! يُخْفُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ مَا لا يُبْدُونَ لَكَ يَقُولُونَ لَو كَانَ لَنَا مِنَ الأمر شَيء مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا ! وقصدهم بقولهم : مَا قُتِلْنَا هَا هُنَا ، أي ما قتل مَن قتل من المسلمين في أحد ! فهم مع نفاقهم يتكلمون باسم المسلمين ! وكلامهم هذا قد يكون في الجبل أو في الطريق ، أو بعد رجوعهم إلى المدينة وفي غياب النبي ( صلى الله عليه آله ) ! وهو محاولة خبيثة لتحريك المسلمين ضد النبي ( صلى الله عليه آله ) وتحميله مسؤولية هزيمة أحُد وقتل من قتل فيها ، ومطلبهم أن يكون لهم من الأمر شئ ، فلا يتصرف النبي ( صلى الله عليه آله ) في المواجهات القادمة بمفرده ، بل تكون القيادة جماعية ! وهم في منطقهم هذا يتناغمون مع منطق ابن سلول وحزبه