بمجئ فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) إلى المعركة ! ويظهر ذلك من تتبع نصوصهم ومقارنتها بما روته مصادر أهل البيت ( عليهم السلام ) . قال البخاري : 3 / 227 : ( لما كسرت بيضة النبي ( ص ) على رأسه ، وأدميَ وجهه وكسرت رباعيته ، كان عليٌّ يختلف بالماء في المجن ، وكانت فاطمة تغسله ، فلما رأت الدم يزيد على الماء كثرة عمدت إلى حصير فأحرقتها ، وألصقتها على جرحه ( يعني رمادها ) فرقأ الدم ) . انتهى . فغاية ما ذكروه عن مجئ فاطمة ( عليها السلام ) كيف غسلت جرح النبي ( صلى الله عليه آله ) في وجهه وداوتْهُ ، لكن في حدود ما سمح به البخاري فقط ! قال القمي في تفسيره : 1 / 124 : ( وخرجت فاطمة بنت رسول الله ( صلى الله عليه آله ) تعدو على قدميها ، حتى وافت رسول الله ( صلى الله عليه آله ) وقعدت بين يديه ، فكان إذا بكى رسول الله ( صلى الله عليه آله ) بكت لبكائه وإذا انتحب انتحبت ، ونادى أبو سفيان موعدنا وموعدكم في عام قابل فتقبلُ ، فقال رسول الله ( صلى الله عليه آله ) لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) قل : نعم ) . انتهى . وينبغي الإشارة إلى أن بكاء النبي ( صلى الله عليه آله ) آنذاك كان حباً وشكراً لفاطمة ( عليها السلام ) وكان بكاؤها تأثراً لوحدة النبي ( صلى الله عليه آله ) وجراحه ! أما علي ( عليه السلام ) فقد غمطوه حقه ، بل لم يسلم من ذمهم ! فقد زعموا أنه أعطى سيفه إلى فاطمة ( عليهما السلام ) لتغسله من الدم مفتخراً بنفسه ، فوبخه النبي ( صلى الله عليه آله ) وقال له لست أحسن من غيرك ! وروى بعضهم أنه أعطاها سيفه في أحد فاعترف أن فاطمة كانت هناك ، وبعضهم زعم أنه أعطاها إياه عندما رجع إلى المدينة ! * *