ألف قتيل . واستظهر حينئذ أصحاب أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وزحف مالك الأشتر حتى ألجأهم إلى معسكرهم . فلما رأى عمرو بن العاص الحال قال لمعاوية : نرفع المصاحف وندعوهم إلى كتاب الله . فقال معاوية : أصبتَ . ورفعوها فرجع القراء عن القتال . فقال أمير المؤمنين ( عليه السلام ) : إنها خديعة عمرو العاص ، ليسوا من رجال القرآن ! فلم يقبلوا وقالوا : لا بد أن تردَّ الأشتر وإلا قتلناك أو سلمناك إليهم ! ! فأنفذ يطلب الأشتر فقال : قد أشرفت على الفتح وليس وقت طلبي ! فعرَّفه اختلال أصحابه وأنه إن لم يرجع قتلوه أو سلموه إلى معاوية ! فرجع وعنَّف القراء وضرب وجه دوابهم فلم يرجعوا ! فوضعت الحرب أوزارها . . . ! فعين معاوية عمرو بن العاص ، وعيَّن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) عبد الله بن العباس ، فلم يوافقوا قال : فأبو الأسود ، فأبوا واختاروا أبا موسى الأشعري . فقال ( عليه السلام ) : أبو موسى مستضعف وهواه مع غيرنا . فقالوا : لا بد منه ، وحكَّموه ، فخدع عمرو بن العاص أبا موسى وحمله على خلع أمير المؤمنين وأنه يخلع معاوية ، وأمره بالتقدم حيث هو أكبر سناً ففعل أبو موسى ذلك ، ثم قال : يا عمرو قم فافعل كذلك . فقام وأقرها في معاوية ، فشتمه أبو موسى وتلاعنا ) ! * *