ثم إن علياً نادى : يا معشر المسلمين : الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ . ويحك يا معاوية هلمَّ إليَّ فبارزني ولا يُقتلنَّ الناس فيما بيننا ! فقال عمرو : إغتنمه منتهزاً قد قتل ثلاثة من أبطال العرب ، وإني أطمع أن يظفرك الله به . فقال معاوية : ويحك يا عمرو ، والله إن تريد إلا أن أقتل فتصيب الخلافة بعدي ! إذهب إليك ، فليس مثلي يخدع ) ! * * وفي وقعة صفين ص 457 : ( أن أبرهة بن الصباح بن أبرهة الحميري قام فقال : ويلكم يا معشر أهل اليمن ، والله إني لأظن أن قد أذن بفنائكم ، ويحكم خلوا بين هذين الرجلين فليقتتلا ، فأيهما قتل صاحبه مِلنا معه جميعاً . وكان أبرهة من رؤساء أصحاب معاوية . فبلغ ذلك علياً فقال : صدق أبرهة بن الصباح ، والله ما سمعت بخطبة منذ وردت الشام أنا بها أشد سروراً مني بهذه . وبلغ معاوية كلام أبرهة فتأخر آخر الصفوف وقال لمن حوله : إني لأظن أبرهة مصاباً في عقله . فأقبل أهل الشام يقولون : والله إن أبرهة لأفضلنا ديناً ورأياً وبأساً ولكن معاوية كره مبارزة علي . فقال أبرهة في ذلك . . . ) انتهى . ثم أورد أبياتاً لأبرهة يظهر منها أنه ترك معاوية ، ولو بقي معه لقتله ! * * قال ابن أبي الحديد : ( وأما العبادة ، فكان أعبد الناس ، وأكثرهم صلاة وصوماً ، ومنه تعلم الناس صلاة الليل وملازمة الأوراد وقيام النافلة ! وما ظنك برجل يبلغ من محافظته على ورده أن يبسط له نطع بين الصفين ليلة الهرير فيصلي عليه ورده والسهام تقع بين يديه ، وتمر على صماخيه يميناً وشمالاً فلا يرتاع لذلك ، ولا يقوم حتى يفرغ من وظيفته ! وما ظنك برجل كانت جبهته كثفنة البعير لطول