فعاد إلى الشام بالجيش الذي كان معه ! فكان في الظاهر نصرةً لعثمان ببعث الجيش وهو في الحقيقة خذلان له لحبسه الجيش كي يقتل عثمان فيدعو إلى نفسه كما وقع بالفعل ) ! ! انتهى . وفي تاريخ المدينة لابن شبة : 4 / 1288 ، بسنده عن جويرية : ( أرسل عثمان إلى معاوية يستمده ، فبعث معاوية يزيد بن أسد جد خالد القسري وقال له : إذا أتيت ذا خشب فأقم بها ولا تتجاوزها ، ولا تقل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب قال : أنا الشاهد وأنت الغائب . فأقام بذي خشب حتى قتل عثمان ! فقلت لجويرية : لم صنع هذا ؟ قال : صنعه عمداً ليقتل عثمان فيدعو إلى نفسه ) ! ! انتهى . ولم يكن حظ عائشة من استنصار معاوية بأحسن من حظ عثمان ، وإن كانت أقل حاجة إلى جيشه من عثمان ! فقد قال لها عمرو بن العاص بعد هزيمتها : ( لوددت أنك قتلت يوم الجمل ! قالت : ولمَ لا أباً لك ! قال : كنت تموتين بأجلك وتدخلين الجنة ونجعلك أكبر التشنيع على علي بن أبي طالب ) ! ( شرح النهج : 6 / 322 ) . أما بعد حرب الجمل ، فقد أجمعت قريش الطلقاء على تسليم عِناج أمرها إلى معاوية ، فما عليه إلا أن يستعدَّ لحرب علي ( عليه السلام ) ، وهذه أفلاذ أكبادها من كل القبائل غير بني هاشم ، أخذت تتوافد عليه وتنضم إلى معسكره ! وفي المقابل كان بقية الصحابة الأبرار من المهاجرين والأنصار ، يقفون إلى جنب علي ( عليه السلام ) ويتوافدون إلى معسكره . وقد سأل معاوية عقيل بن أبي طالب عن رأيه في معسكره بصفين ومعسكر أخيه علي ( عليه السلام ) ؟ فقال عقيل ( رحمه الله ) : ( مررت على عسكر عليٍّ فإذا ليل كليل النبي ونهار كنهار النبي إلا أن رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ليس فيهم ! ومررت على عسكرك فإذا