بعد حرب الجمل : تجمعت قريش الطلقاء تحت قيادة معاوية لحرب علي ( عليه السلام ) ! لا يمكن لباحث أن يفهم تاريخ الإسلام ، سواءً في عصر النبوة أو بعده ، حتى يفهم التركيبة القبلية لقريش ، وقوة تأثير الإنتماء القبلي على سلوك أشخاصها ومواقفهم السياسية إلا من عصم الله ! فعندما بُعث النبي ( صلى الله عليه آله ) كانت قريش أكثر من عشرين قبيلة صغيرة وكبيرة ، وكان عدد نفوسها جميعاً لا يزيد عن ثلاثين ألفاً ، وبعض القبائل صغيرة لا يزيد عددها عن مئتي نسمة أو ثلاث مئة ، كبني تيم وعدي ، قبيلتي أبي بكر وعمر . فالقبائل المؤثرة معدودة ، والباقون تابعون لها ، فعندما بَنَتْ قريش الكعبة واختلفت مَن يضع الحجر الأسود في مكانه ، مثلتها كلها خمس قبائل ورضي الجميع بها . ففي الكافي : 4 / 218 : ( فلما بلغ البناء إلى موضع الحجر الأسود تشاجرت قريش في موضعه ، فقال كل قبيلة نحن أولى به نحن نضعه ، فلما كثر بينهم تراضوا بقضاء من يدخل من باب بني شيبة ، فطلع رسول الله ( صلى الله عليه آله ) فقالوا : هذا الأمين قد جاء فحكموه ، فبسط رداءه ، وقال بعضهم كساء طاروني كان له ( يعني كساء خز ) ووضع الحجر فيه ثم قال : يأتي من كل ربع من قريش رجل ، فكانوا عتبة بن ربيعة بن عبد شمس ، والأسود بن المطلب من بني أسد بن عبد العزى ، وأبو حذيفة بن المغيرة من بني مخزوم ، وقيس بن عدي من بني سهم ، فرفعوه ووضعه النبي ( صلى الله عليه آله ) في موضعه ) . انتهى .