كيف استجابت الأمة لعلي ( عليه السلام ) وقاتلت معه قريشاً ! يتعجب الإنسان كيف تخلَّت أمة النبي ( صلى الله عليه آله ) عن أهل بيت النبي ( صلى الله عليه آله ) أيام وفاته فلم تَقُمْ بردة فعل على هجوم الحزب القرشي على بيت علي وفاطمة ( عليهما السلام ) حتى فعلوا ما فعلوا ، وأجبروا أهل البيت ( عليهم السلام ) على بيعة أبي بكر ! ثم كيف لم يستجب الأنصار لعلي ( عليه السلام ) حين استعمل معهم أقوى وسائل التحريك وهي ( الجاهة ) التي يحسب لها العرب كل حساب ! فقد حَمَل عليٌّ فاطمة الزهراء على دابة بعد الهجوم على دارها ، وكانت مريضة ، وأخذ معه ولديه الحسن والحسين ( عليهم السلام ) ، وطرق أبواب زعماء الأنصار واحداً واحداً ، وذكَّرهم هو وفاطمة ( عليهما السلام ) ببيعتهم له يوم الغدير وبيعتهم للنبي ( صلى الله عليه آله ) قبل عشر سنوات بيعة العقبة ، يوم قالوا للنبي ( صلى الله عليه آله ) : يا رسول الله أشرُطْ لنفسك ولربك ما شئت ، فأمر النبي ( صلى الله عليه آله ) علياً فأخذ عليهم البيعة على أن يحموا النبي ( صلى الله عليه آله ) حتى يبلغ رسالة ربه مما يحمون منه أنفسهم ، ويحموا أهل بيته مما يحمون منه أهليهم وذراريهم ، ولا ينازعوا الأمر أهله ! ! فلم تؤثر فيهم هذه الجاهة أكثر من وعدهم لعلي ( عليه السلام ) أن يوافوه غداً لدفع الظلم عنه والطلب بحقه ، فلم يحضروا ! ! يتعجب ، عندما يرى هؤلاء أنفسهم أو أولادهم ، يهتفون في زمن عثمان باسم عليّ ( عليه السلام ) للخلافة ، ويحتشدون بعد مقتل عثمان راجين أن يقبل بيعتهم بالخلافة ! وعندما خرجت عليه عائشة وطلحة والزبير استجابوا لدعوته إلى قتالهم ! وعندما خرج عليه معاوية ومعه كل قبائل قريش ، استجابوا له وقاتلوا معه قريشاً كلها في صفين ؟ ! فما الذي تغير في هذه الثلاثين سنة ، حتى صار قتال قريش سائغاً عند الأمة ؟ ! الذي حدث ، أولاً : أن قبائل قريش حكمت في عهد أبي بكر وعمر اثنتي عشرة