responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 138


مواظبة فاطمة ( عليها السلام ) على زيارة قبر عمها حمزة ( رحمه الله ) كان برنامج الصديقة الزهراء ( عليها السلام ) بعد وفاة أبيها خاصاً ، أبرز ما فيه التوديع والتأكيد ! توديعها لعليٍّ والحسن والحسين وزينب وأم كلثوم وأبرار الأمة ، وتأكيدها قولاً وعملاً على ثوابت الإسلام أن تُغيَّر وتُبَدَّل ! خاصة الترتيب الرباني لنظام الحكم الذي نقضته قريش ، وإجراءاتهم التحريفية حول قبر النبي ( صلى الله عليه آله ) !
لقد أصرت على مجالسها في النوح والندب على أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ، في مسجده عند قبره ، وفي بيتها ، وفي والبقيع ، وفي أحُد ! فآتت المجالس ثمارها .
وكانت تزور قبر أبيها الحبيب ( صلى الله عليه وآله ) باستمرار وتبكي عنده ، ثم تقيم مجلس عزائه وندبه في البقيع ، وتزور عمها حمزة ( رحمه الله ) والشهداء في أحُد كل اثنين وخميس ، فهذان اليومان عزيزان عليها ، كان يصومهما أبوها ( صلى الله عليه وآله ) وتصومهما معه ، وفيهما تُعرض الأعمال على رسول الله ( صلى الله عليه آله ) ، وفيهما تفتح أبواب الجنة . ( منتهى المطلب للعلامة الحلي : 2 / 614 ، ومجموع النووي : 6 / 386 عن الترمذي وحسنه ) .
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( عاشت فاطمة بعد أبيها خمسة وسبعين يوماً لم تُرَ كاشرةً ولا ضاحكة ، تأتي قبور الشهداء في كل جمعة مرتين الاثنين والخميس فتقول : هاهنا كان رسول الله ( صلى الله عليه آله ) هاهنا كان المشركون . وفي رواية : كانت تصلي هناك وتدعو حتى ماتت ( عليها السلام ) ) . انتهى . ( الكافي : 3 / 228 ) .
تقول بذلك صلوات الله عليها : من هاهنا وبهذه الدماء الطاهرة ، وأغلاها دماء بني هاشم ، وبهذه الجهود المتواصلة وأغلاها جهود بني هاشم ، جاء هذا الفتح ، وبُنِيَ هذا المجد ، الذي صادرته قريش ، واستحلت حرق بيوتنا علينا ، طمعاً فيه !
فهذا هو أبي رسول الله ( صلى الله عليه آله ) المؤسس لهذه الأمة ، والشاهد على أعمالها .
وهذا هو حمزة عمي ( رحمه الله ) ، وزير النبي وناصره ، يثوي هنا شاهداً .
وذاك هو عليٌّ زوجي ( عليه السلام ) وزير النبي ووصيه ، الذي قام الإسلام على أكتافه ،

138

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 138
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست