6 - يوم أقامت مجالس العزاء والبكاء على النبي ( صلى الله عليه آله ) وأصرت عليها ! روت مصادر الجميع أن فاطمة ( عليها السلام ) كانت تندب أباها ( صلى الله عليه وآله ) وتبكيه ، وروت فقرات مؤثرة من نوحها عليه ، وأبيات شعر بليغة . قال البخاري : 5 / 144 : ( عن أنس قال لما ثقل النبي ( ص ) جعل يتغشاه فقالت فاطمة : واكرب أباه ! فقال لها : ليس على أبيك كربٌ بعد اليوم ! فلما مات قالت : يا أبتاه أجاب رباً دعاه . يا أبتاه من جنة الفردوس مأواه . يا أبتاه إلى جبريل ننعاه . فلما دفن قالت فاطمة ( عليها السلام ) : يا أنس أطابت أنفسكم أن تحثوا على رسول الله التراب ! ) . انتهى . وروت مصادر الحديث والسيرة أحاديث أخرى تهزُّ قلب الإنسان ، من ذلك ( أنها أخذت قبضة من تراب النبي ( ص ) فوضعتها على عينيها ثم قالت : < شعر > ماذا على من شمَّ تربة أحمدٍ * أن لا يشمَّ مدى الزمان غواليا صُبَّتْ عَليَّ مصائبٌ لو أنها * صُبَّتْ على الأيام عُدْنَ لياليا < / شعر > ( مسند أحمد : 2 / 489 ) أين كانت تقيم فاطمة ( عليها السلام ) مجالس عزائها على أبيها ( صلى الله عليه وآله ) ؟ تدل الروايات على أنها كانت تقيمها عند قبر النبي ( صلى الله عليه آله ) وفي بيتها وفي البقيع ، وكانت تذهب إلى قبر عمها حمزة ( رحمه الله ) كل يوم خميس واثنين . واستمر برنامجها هذا طوال مدتها بعد النبي ( صلى الله عليه آله ) ، وهي كما في رواياتنا نحو ثلاثة أشهر وفي رواية البخاري ستة أشهر ، وفيما يلي بعض الضوء على هذه المجالس : من الطبيعي أن تكون نساء الأنصار والمهاجرين قد أقمنَ مجالس ندب على النبي ( صلى الله عليه آله ) في أحيائهن كما فعلن يوم شهادة حمزة ( رحمه الله ) وغيره وأن يحضر غالبهن مجلس فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) فيعزينها ويندبن معها رسول الله ( صلى الله عليه آله ) !