responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 118


2 - يوم بكى أبوها ( صلى الله عليه وآله ) لظلامتها . . وبكت لفقده !
في أمالي الشيخ الطوسي ص 188 : ( عن عبد الله بن العباس قال : لما حضرت رسول الله ( صلى الله عليه آله ) الوفاة بكى حتى بلَّتْ دموعه لحيته فقيل له : يا رسول الله ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لذريتي ، وما تصنع بهم شرار أمتي من بعدي ! كأني بفاطمة ابنتي وقد ظلمت بعدي وهي تنادي يا أبتاه يا أبتاه ، فلا يعينها أحد من أمتي ! فسمعت ذلك فاطمة فبكت فقال لها رسول الله ( صلى الله عليه آله ) : لم تبكين يا بنية ؟ فقالت : لست أبكي لما يصنع بي من بعدك ، ولكن أبكي لفراقك يا رسول الله ! فقال لها : أبشري يا بنت محمد بسرعة اللحاق بي ، فإنك أول من يلحق بي من أهل بيتي ) .
* * من بعد حجة الوداع ، لم يكن أحدٌ يعاني كما عانت فاطمة وعليٌّ والحسنان ( عليهم السلام ) . كان وداع النبي بالنسبة لهم وداعاً لعالم أعلى فيه كل شئ ، واستعداداً للدخول في عالم ملئ بالآلام والأحزان ، ومقارعة العواصف والأفاعي !
كانوا يدركون أن كل تأكيدات النبي ( صلى الله عليه آله ) واحتياطاته لم تؤثر في قريش التي ركبت رأسها وأصرت على مؤامرتها ، وهيأت الأجواء في قبائلها وقبائل العرب وحتى في بعض أوساط الأنصار ، لمقولتها أن بني هاشم تكفيهم النبوة ، وليس من العدل أن يجمعوا بين النبوة والخلافة ، ويحرموا منها بطون قريش ! !
لقد شاهدت فاطمة ( عليها السلام ) في حجة الوداع صوراً من الصراع بين الهدى النبوي والضلال القرشي ، ورأت أن النبي ( صلى الله عليه آله ) خطب خمس خطب ، وأوضح للأمة مراراً موقع عترته وأهل بيته من بعده ، بأساليبه المبتكرة وبلاغته النبوية ، وأنه كلما وصل إلى تعيين الولاة بعده ، وأن الله غرسهم في هذا البيت من بني هاشم ، لغطت قريش وشوش أتباعها المبثوثون في مجلسه ، وصاحوا وقاموا وقعدوا

118

نام کتاب : جواهر التاريخ نویسنده : الشيخ علي الكوراني العاملي    جلد : 1  صفحه : 118
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست