سيبعث فيهم رسولاً ، ويكون من حاله وأمره ، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلونه ، فلما قدموا أخبروا قريشاً بذلك ، وكان عند خديجة بنت خويلد فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد أبتهم ، فزوجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء . 20 . ومن ذلك : أنه كان بمكة أيام ألَّبَ عليه قومه وعشائره ، فأمر علياً أن يأمر خديجة أن تتخذ له طعاماً ففعلت ، ثم أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطلب ، فدعا أربعين رجلاً ، فقال : هات لهم طعاماً يا علي ، فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة والأربعة فقدمه إليهم ، وقال : كلوا وسموا ، فسمى ولم يسم القوم فأكلوا وصدروا شبعى . فقال أبو لهب : جاد ما سحركم محمد يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً هذا والله هو السحر الذي لا بعده ! فقال علي « عليه السلام » : ثم أمرني بعد أيام فاتخذت له مثله ودعوتهم بأعيانهم ، فطعموا وصدروا . 21 . ومن ذلك : أن علي بن أبي طالب « عليه السلام » قال : دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم وذرة بدرهم ، فأتيت به فاطمة « عليها السلام » حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت : لو دعوت أبي فأتيته وهو مضطجع وهو يقول : أعوذ بالله من الجوع ضجيعاً . فقلت له : يا رسول الله إن عندنا طعاماً ، فقام واتكأ علي ومضينا نحو فاطمة « عليها السلام » ، فلما دخلنا قال : هلم طعامك يا فاطمة فقدمت إليه البرمة والقرص ، فغطى القرص وقال : اللهم بارك لنا في طعامنا . ثم قال : أغرفي لعائشة فغرفت ، ثم قال : أغرفي لأم سلمة فغرفت ، فما زالت تغرف حتى وجهت إلى نسائه التسع قرصة قرصة ومرقاً . ثم قال : أغرفي لأبيك وبعلك ثم قال : أغرفي وكلي واهدي لجاراتك ، ففعلت ، وبقي عندهم أياماً يأكلون . 22 . ومن ذلك : أن امرأة عبد الله بن مسلَّم أتته بشاة مسمومة ، ومع النبي « صلى الله عليه وآله » بشر بن