إليه . قلت : آيات كثيرة ، أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا وعوا وافقهوا : 1 . أما أول ذلك : أنتم تقرون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه ، فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة . 2 . ومن ذلك : كلام الذئب يخبر بنبوته ، واجتماع العدو والولي على صدق لهجته وصدق أمانته ، وعدم جهله أيام طفوليته وحين أيفع وفتى وكهلا . لا يعرف له شكل ولا يوازيه مثل . 3 . ومن ذلك : أن سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه وفد قريش ، فيهم عبد المطلب ، فسألهم عنه ووصف لهم صفته ، فأقروا جميعاً بأن هذا الصفة في محمد « صلى الله عليه وآله » ، فقال : هذا أوان مبعثه ، ومستقره أرض يثرب وموته بها . 4 . ومن ذلك : أن أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه فقال عبد المطلب : إن لهذا البيت رباً يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيراً أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها . 5 . ومن ذلك : أن أبا جهل عمرو بن هشام المخزومي ، أتاه وهو نائم خلف جدار ومعه حجر يريد أن يرميه به ، فالتصق بكفه . 6 . ومن ذلك : ان أعرابياً باع ذوداً له من أبي جهل فمطله بحقه ، فأتى قريشاً وقال : أعدوني على أبي الحكم فقد لوى حقي ، فأشاروا إلى محمد « صلى الله عليه وآله » وهو يصلي في الكعبة ، فقالوا : إئت هذا الرجل فاستعده عليه ، هم يهزؤون بالأعرابي ! فأتاه فقال له : يا عبد الله أعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي . قال : نعم ، فانطلق معه فدق