إلى ذلك ويعجبه ، ومنهم من يتعلق به زوجته وعياله وولده ، فيقولون : نشدناك الله أن تدعنا إلى غير شئ فنضيع ، فيرق فيجلس معهم ويدع الهجرة ، فنزل بعتابهم : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنِ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإيمان . . ونزل في الذين تخلفوا بمكة ولم يهاجروا قوله تعالى : قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللهُ بِأَمْرِهِ . . » . وقال المقريزي في إمتاع الأسماع : 1 / 55 : « واشتد الأذى على من بمكة من المسلمين فأذن لهم رسول الله ( ص ) في الهجرة إلى المدينة ، فبادروا إلى ذلك وتجهزوا إلى المدينة في خفاء وستر وتسللوا ، فيقال : إنه كان بين أولهم وآخرهم أكثر من سنة وجعلوا يترافدون بالمال والظهر ويترافقون ، وكان من هاجر من قريش وحلفائهم يستودع دوره وماله رجلاً من قومه ، فمنهم من حفظ من أودعه ، ومنهم من باع . . . أول من هاجر بعد العقبة الأخيرة وخرج أول الناس أبو سلمة . . . ثم هاجر عمر . . . ثم تلاحق المسلمون بالمدينة يخرجون من مكة أرسالاً » . 2 - جعل الله الهجرة ميزاناً للإيمان والحقوق 1 . اعتبر الإسلام الهجرة ميزاناً في تقييم المسلمين وعلاقاتهم وحقوقهم . وقد بدأت منذ أمر النبي « صلى الله عليه وآله » المسلمين المضطهدين بالهجرة إلى الحبشة ، ثم أمر الباقين بالهجرة إلى المدينة قبل هجرته هو بأكثر من سنة . ثم أوجب الهجرة إلى المدينة