وكان رسول الله نازلاً في دار عبد المطلب ، وحمزة وعلي والعباس معه ، فجاءه سبعون رجلاً من الأوس والخزرج فدخلوا الدار ، فلما اجتمعوا قال لهم رسول الله « صلى الله عليه وآله » : تمنعون لي جانبي حتى أتلو عليكم كتاب ربي وثوابكم على الله الجنة ؟ فقال أسعد بن زرارة والبراء بن معرور وعبد الله بن حرام : نعم يا رسول الله فاشترط لنفسك ولربك . فقال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : تمنعوني مما تمنعون أنفسكم وتمنعون أهلي مما تمنعون أهليكم وأولادكم ؟ قالوا : فما لنا على ذلك ؟ قال : الجنة ، وتملكون بها العرب في الدنيا ، وتدين لكم العجم وتكونون ملوكاً . فقالوا : قد رضينا . فقام العباس بن نضلة وكان من الأوس فقال : يا معشر الأوس والخزرج تعلمون على ما تقدمون عليه ؟ إنما تقدمون على حرب الأبيض والأحمر ، وعلى حرب ملوك الدنيا ، فإن علمتم أنه إذا أصابتكم المصيبة في أنفسكم خذلتموه وتركتموه فلا تغروه ، فإن رسول الله وإن كان قومه خالفوه فهو في عز ومنعة . فقال له عبد الله بن حرام وأسعد بن زرارة وأبو الهيثم بن التيهان : ما لك وللكلام ! يا رسول الله ، بل دمُنا بدمك وأنفسنا بنفسك ، فاشترط لربك ولنفسك ما شئت . فقال رسول الله « صلى الله عليه وآله » : أخرجوا إليَّ منكم اثني عشر نقيباً يكفلون عليكم بذلك كما أخذ موسى من بني إسرائيل اثني عشر نقيباً . فقالوا : إختر من شئت . فأشار جبرئيل « عليه السلام » إليهم فقال : هذا نقيب ، وهذا نقيب ، حتى اختار تسعة من الخزرج وهم : أسعد بن زرارة ، والبراء بن معرور ، وعبد الله بن حرام أبو جابر بن عبد الله ، ورافع بن مالك ، وسعد بن عبادة ، والمنذر بن عمرو ، وعبد الله بن رواحة ، وسعد بن الربيع ، وعبادة