حتى تشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، فالحمد لله الذي أكرمنا بذلك ، وهو الذي كانت اليهود تخبرنا به ! فما بقي دار من دور بني عمرو بن عوف في ذلك اليوم إلا وفيها مسلم أو مسلمة ، وحول مصعب بن عمير إليه ، وقال له : أظهر أمرك وادع الناس علانية ، وشاع الإسلام بالمدينة وكثر ، ودخل فيه من البطنين جميعاً أشرافهم وذلك لما كان عندهم من أخبار اليهود » . ه - . أرسل النبي « صلى الله عليه وآله » مصعب بن عمير « رحمه الله » إلى المدينة قبل ثلاث سنوات من هجرته وكان مصعب مع النبي « صلى الله عليه وآله » في الشعب يحميه من بني عبد الدار ، وقد أرسله إلى المدينة بعد إسلام أسعد بن زرارة ، وذلك قبل بيعة العقبة الأولى بسنة أو نحوها ، فلا يصح قول ابن حجر : « كان قبل الهجرة بسنة واحدة » . ( فتح الباري : 3 / 60 ) . وكان يأتي إلى مكة ثم يرجع إلى المدينة . قال ابن هشام : 2 / 299 : « ثم إن مصعب بن عمير رجع إلى مكة ، وخرج من خرج من الأنصار من المسلمين إلى الموسم مع حجاج قومهم من أهل الشرك حتى قدموا مكة » . و . كان لمصعب دور أساسي في بناء قاعدة الإسلام في المدينة ، كما كان أحد القادة في معركة أحد ، فهو من بني عبد الدار الشجعان الذين لهم لواء الحرب في قريش ، وأعطى النبي « صلى الله عليه وآله » لمصعب لواء الأنصار في أحُد فأجاد القتال ، وعندما انهزم المسلمون في الجولة الثانية ثبت مع النبي « صلى الله عليه وآله » وقاتل حتى استشهد « رحمه الله » ، قتله أبيُّ بن خلف بن قميئة ، وقيل ظنه رسول الله « صلى الله عليه وآله » . راجع الملحق رقم ( 14 ) .