ريحاً من المسك والعنبر ، فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ، ثم استنطقتها فنطقت فاطمة بالشهادتين ، وقالت : أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن أبي رسول الله سيد الأنبياء ، وأن بعلي سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط ، ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة منهن باسمها ، وأقبلن يضحكن إليها ، وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة « عليها السلام » ، وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة : خذيها يا خديجة طاهرة مطهرة زكية ميمونة ، بورك فيها وفي نسلها ، فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها فدر عليها ، فكانت فاطمة « عليها السلام » تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر ، وتنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة » . ودلائل الإمامة / 77 . وكانت « عليها السلام » شبيهة بأبيها « صلى الله عليه وآله » رشيدة العقل والجسم : « تنمو في اليوم كما ينمو الصبي في الشهر ، وتنمو في الشهر كما ينمو الصبي في السنة » . ( أمالي الصدوق / 690 ) . وعن الإمام الصادق « عليه السلام » قال : « وخطب رسول الله « صلى الله عليه وآله » النساء وتزوج سودة أول دخوله المدينة فنقل فاطمة إليها ، ثم تزوج أم سلمة بنت أبي أمية ، فقالت أم سلمة : تزوجني رسول الله وفوض أمر ابنته إليَّ ، فكنت أدلها وأؤدبها وكانت والله آدب مني وأعرف بالأشياء كلها » . ( دلائل الإمامة / / 81 ) . وفي علل الشرائع : 1 / 181 : « عن جعفر بن محمد بن عمارة عن أبيه قال : سألت أبا عبد الله « عليه السلام » عن فاطمة « عليها السلام » لم سميت الزهراء ؟ فقال : لأنها كانت إذا قامت في محرابها زهر نورها لأهل السماء ، كما تزهر نور الكواكب لأهل الأرض » .