فلما قالت قريش لقد سفه أحلامنا وعاب ديننا وسب آباءنا ، فوالله لا نُقِرُّ بهذا أبداً ! وقام أبو طالب دون رسول الله وكان أحب الناس إليه ، فشمر في شأنه ونادى قومه قال قصيدة يعوِّر فيها منهم ، وبأذاهم . . . ( ابن إسحاق : 2 / 136 . ويقصد لاميته الآتية ) . 3 - عرضوا على أبي طالب أن يأخذ شاباً بدل النبي « صلى الله عليه وآله » ! قال ابن إسحاق : 2 / 133 : « ثم إن قريشاً حين عرفت أن أبا طالب أبا خذلان رسول الله ( ص ) وإسلامه ، وإجماعه لفراقهم في ذلك وعدواتهم ، مشوا إليه ومعهم عمارة بن الوليد بن المغيرة فقالوا له فيما بلغنا : يا أبا طالب قد جئناك بفتى قريش عمارة بن الوليد جمالاً وشباباً ونهادة ، فهو لك نصره وعقله ، فاتخذه ولداً لا تنازع فيه ، وخل بيننا وبين ابن أخيك ، هذا الذي فارق دينك ودين آبائك ، وفرق جماعة قومه وسفه أحلامهم ، فإنما رجل كرجل لنقتله ، فإن ذلك أجمع للعشيرة وأفضل في عواقب الأمور مغبة . فقال لهم أبو طالب : والله ما أنصفتمومي ! تعطوني ابنكم أغذوه لكم وأعطيكم ابن أخي تقتلونه ! هذا والله لا يكون أبداً ، أفلا تعلمون أن الناقة إذا فقدت ولدها لم تحن إلى غيره ! فقال له المطعم بن عدي بن نوفل بن عبد مناف : لقد أنصفك قومك يا أبا طالب