responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 68


وسدادهم وجميل ظاهرهم ما غلب في ظنه معهم أنهم لا يحسدونه ، وإن فضله عليهم . فإن الحسد وإن كان كثيرا ما يكون في الطباع ، فإن كثيرا من الناس يتنزهون عنه ويتجنبونه ، ويظهر من أحوالهم أمارات يظن معها بهم ما ذكرناه . وليس التفضيل لبعض الأولاد على بعض في العطاء محاباة ، لأن المحاباة هي المفاعلة من الحباء ، ومعناها أن تحبو غيرك ليحبوك . وهذا خارج عن معنى التفضيل بالبر ، الذي لا يقصد به إذا ما ذكرناه .
فأما قولهم : إن أبانا لفي ضلال مبين . فلم يريدوا به الضلال عن الدين . وإنما أرادوا به الذهاب عن التسوية بينهم في العطية ، لأنهم رأوا أن ذلك أصوب في تدبيرهم . وأصل الضلال هو العدول . وكل من عدل عن شئ وذهب عنه فقد ضل . ويجوز أيضا أن يريدوا بذلك الضلال عن الدين ، لأنهم خبروا عن اعتقادهم . ويجوز أن يعتقدوا في الصواب الخطأ .
فإن قيل : كيف يجوز أن يقع من إخوة يوسف ( ع ) هذا الخطأ العظيم والفعل القبيح وقد كانوا أنبياء في الحال ؟ فإن قلتم لم يكونوا أنبياء في تلك الحال ، قيل لكم وأي منفعة في ذلك لكم وأنتم تذهبون إلى أن الأنبياء عليهم السلام لا يوقعون القبائح قبل النبوة ولا بعدها ؟ .
قلنا : لم تقم الحجة بأن إخوة يوسف ( ع ) الذين فعلوا به ما فعلوه كانوا أنبياء في حال من الأحوال ، وإذا لم تقم بذلك حجة جاز على هؤلاء الأخوة من فعل القبيح ما يجوز على كل مكلف لم تقم حجة بعصمته ، وليس لأحد أن يقول كيف تدفعون نبوتهم . والظاهر أن الأسباط من بني يعقوب كانوا أنبياء ، لأنه لا يمتنع أن يكون الأسباط الذين كانوا أنبياء غير هؤلاء الأخوة الذين فعلوا بيوسف ( ع ) ما قصه الله تعالى عنهم . وليس في ظاهر الكتاب أن جميع إخوة يوسف ( ع ) وما ساير أسباط يعقوب ( ع ) كادوا يوسف ( ع ) بما حكاه الله تعالى من الكيد . وقد قيل إن هؤلاء الأخوة في تلك الأحوال لم يكونوا بلغوا الحلم ولا توجه إليهم التكليف . وقد يقع ممن

68

نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى    جلد : 1  صفحه : 68
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست