نام کتاب : تنزيه الأنبياء ( ع ) نویسنده : الشريف المرتضى جلد : 1 صفحه : 31
وقال الآخر : فدى لك ناقتي وجميع أهلي * ومالي أنه منه أتاني ولم يقل منك أتاني . فإن قيل ، كيف يكنى عمن لم يتقدم له ذكر ؟ . قلنا : لا يمتنع ذلك ، قال الله تعالى : ( حتى توارت بالحجاب ) [1] ولم يتقدم للشمس ذكر ، وقال الشاعر : لعمرك ما يغني الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بي الصدر ولم يتقدم للنفس ذكر . والشواهد على هذا المعنى كثيرة جدا على أنه قد تقدم ذكر ولد آدم ( ع ) ، وتقدم أيضا ذكرهم في قوله تعالى : ( هو الذي خلقكم من نفس واحدة ) [2] ومعلوم أن المراد بذلك جميع ولد آدم عليه السلام . وتقدم أيضا ذكرهم في قوله تعالى : ( فلما أتاهما صالحا ) لأن المعنى أنه لما أتاهما ولدا صالحا . والمراد بذلك الجنس ، وإن كان اللفظ لفظ وحدة . وإذا تقدم مذكوران وعقبا بأمر لا يليق بأحدهما ، وجب أن يضاف إلى من يليق به . والشرك لا يليق بآدم عليه السلام ، فيجب أن ننفيه عنه ، وإن تقدم ذكره وهو يليق بكفار ولده ونسله فيجب أن نعلقه بهم . ( ومنها ) ما ذكره أبو مسلم محمد بن بحر الأصفهاني ، فإنه يحمل الآية على أن الكناية في جميعها غير متعلقة بآدم ( ع ) وحواء ، فيجعل الهاء في ( تغشيها ) والكناية في ( دعوا الله ربهما ) و ( آتاهما صالحا ) راجعين إلى من أشرك . ولم يتعلق بآدم ( ع ) من الخطاب إلا قوله تعالى : ( خلقكم من نفس واحدة ) قال : والإشارة في قوله : ( خلقكم من نفس واحدة ) إلى