نام کتاب : تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين نویسنده : المحسن إبن كرامة جلد : 1 صفحه : 34
قال : فجعلوا يستترون بالأساطين ، ويستتر بعضهم بعض تخوفا أن يبدئهم بالملاعنة ، ثم أقبلوا حتى بركوا بين يديه ، ثم قالوا : أقلنا أقالك الله يا أبا القاسم ! قال : أقيلكم أن تجيبوني إلى واحدة من ثلاث . قالوا : هات فقال : أدعوكم إلى الاسلام فتكونوا أخواننا لكم مالنا وعليكم ما علينا . قالوا : لا سبيل إلى هذه ، فهات الأخرى . قال : جزية نفرضها عليكم تؤدونها إلينا كل سنة وأنتم صغرة . قالوا : ولا سبيل إلى هذه ، فهات الثالثة . قال : الحرب ، كما قال الله فأنبذ إليهم . قالوا : لا طاقة لنا بحربك ، فصالحوه [ على ] الفي حلة ، الف في رجب والف في صغر ، وعلى عارية ثلاثين درعا ، وثلاثين رمحا ، وثلاثين فرسا إذا كان باليمن . كيف ورسول الله ضامن لها حتى يؤديها إليهم . فقال صلى الله عليه وآله وسلم : والذي نفسي بيده لو باهلتهم ما بقي على وجه الأرض منهم أحدا ، ولقد حشر علي بالطير والعصافير من رؤوس الشجر لمباهلتهم . قال : فلما رجع وفد نجران لم يلبث السيد والعاقب إلا يسرا حتى رجعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، وأهدى العاقب له حلة وعصا وقدحا وبغلين وأسلما . واختلف الشيعة في المعنى الذي لأجله دعا النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى المباهلة عليا وفاطمة والحسن والحسين ( عليهم السلام ) دون غيرهم من أكابر الصحابة ( رضي الله عنهم ) ، وقالوا فيه أقوال ، فمنهم من قال : انما خصهم ليبين منزلتهم وإنه ليس في أمته يعد من يساويهم في الفضل ، وتنبيها على غاية الفضل لهم كما له . ومنهم من قال : خصهم لكونهم معصومين . ومنهم من قال : ليعلم ان التغيير والتبديل لا يجوز عليهم . ومنهم من قال : إن الإمامة لا تخرج منهم . ومنهم من قال : خصهم ليعلم إنه أجراهم مجرى نفسه ، وفاطمة بضعة منه ،
34
نام کتاب : تنبيه الغافلين عن فضائل الطالبين نویسنده : المحسن إبن كرامة جلد : 1 صفحه : 34