responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر    جلد : 1  صفحه : 179


إنا والله ما ثنانا عن أهل الشام شك ولا ندم ، وإنما كنا نقاتل أهل الشام بالسلامة والصبر فشيبت السلامة بالعداوة والصبر بالجزع ، وكنتم في منتدبكم إلى صفين [1] ودينكم أمام دنياكم فأصبحتم اليوم ودنياكم أمام دينكم [2] ، ألا وإنا لكم كما كنا ، ولستم لنا كما كنتم .
ألا وقد أصبحتم بعد قتيلين : قتيل بصفين تبكون عليه ، وقتيل بالنهروان تطلبون ثاره ، فاما الباقي فخاذل [3] وأما الباكي فثائر [4] ألا وإن معاوية دعانا إلى أمر ليس فيه عز ولا نصفة ، فإن أردتم الموت رددناه عليه وحاكمناه إلى الله عز وجل بظبا السيوف / 474 / ب / وإن أردتم الحيات قبلناه وأخذنا لكم الرضا .
فناداه القوم من كل جانب البقية البقية . فلما أفردوه أمضى الصلح .



[1] هذا هو الظاهر الموافق لما حكى عن تاريخ الكامل ، وفي أصلي كليهما : " في مبتدئكم . . " .
[2] وهذا أيضا دليل على أن أغلب أصحاب الإمام الحسن كانوا أصحاب أطماع وكانت أنظارهم متوجهة إلى من تغلب على الدنيا كي يشتركوا معه في التكالب عليها وأنهم لم يكونوا من الدين على شئ .
[3] كذا في أصلي كليهما ومثلهما في ترجمة الإمام الحسن عليه السلام من الكامل : ج 3 ، ص 40 . وفي البحار نقلا عن أعلام الدين للديلمي : " ثم أصبحتم تصدون قتيلين : قتيلا ، بصفين تبكون عليهم ، وقتيلا بالنهروان تطلبون بثأرهم ، فأما الباكي فخاذل ، وأما الطالب فثائر . . " . أقول : وما في هذا الذيل المنقول من كتاب أعلام الدين هو الظاهر .
[4] ومن الواضحات أن الثائرين كانوا يطلبون ثأرهم من أهل البيت عليهم السلام ومن شارك معهم في حرب النهروان لقتل الخوارج كلاب أهل النار ، وبما أنهم كانوا عدوا داخليا كان ضررهم على الإمام الحسن أكثر من ضرر معاوية الذي كان عدوا خارجيا ، وقد أفسدوا قبل ذلك أمر أمير المؤمنين وخالفوه وأخلوا بظفره على معاوية أكثر مما أخل به غيرهم من سائر أعدائه ومبغضيه وشانئيه ، ولولاهم لزار معاوية في يوم الهرير أو بعده بقليل جده عتبة وخاله الوليد وأخاه حنظلة ! ولأصبحت الأقطار الاسلامية كلها خاضعة لحكم الامام أمير المؤمنين عليه السلام مزدهرة بجريان حكم الله في بلاده ، مبتهجة بقمع المنافقين والمفسدين ، ولكن أو لو اللجاج والنوك من الخوارج حالوا بين أمير المؤمنين وبين إدامة الحرب التي كانت مشرفة على القضاء على معاوية وفئته الباغية

179

نام کتاب : ترجمة الإمام الحسن ( ع ) نویسنده : ابن عساكر    جلد : 1  صفحه : 179
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست