الحسين بن سعيد ، عن أبي وهب ، عن محمد بن منصور قال : سألت العبد الصالح ( 1 ) عن قول الله عز وجل * ( إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن ) * ؟ فقال : إن القرآن له بطن وظهر ، فجميع ما حرم الله في القرآن هو الظاهر ، والباطن من ذلك أئمة الجور ، وجميع ما أحل الله في القرآن هو الظاهر ، والباطن من ذلك أئمة الحق ( 2 ) . ويدل على هذا ما ذكر في مقدمة الكتاب : أن الله سبحانه كنى عن أسماء الأئمة عليهم السلام في القرآن بأحسن الأسماء وأحبها إليه . وكنى عن أعدائهم بأقبح الأسماء وأبغضها إليه فافهم ذلك ( 3 ) . قوله تعالى : إن الذين كذبوا بآيتنا واستكبروا عنها لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط وكذلك نجزى المجرمين [ 40 ] 4 - تأويله : ما ذكره علي بن إبراهيم في تفسيره قال : حدثني أبي ، عن فضالة عن أبان بن عثمان ، عن ضريس ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : نزلت هذه الآية في أهل الجمل ( طلحة والزبير ) والجمل جملهم ( 4 ) . بيان ذلك : أن أهل الجمل هم الذين كفروا وكذبوا بآيات الله ، وأعظم آياته أمير المؤمنين صلوات الله عليه - واستكبروا عنها ، وبغوا عليها ، لا تفتح لهم أبواب السماء ، أي لأرواحهم الخبيثة وأعمالهم القبيحة . 5 - لما جاء في تفسير مولانا الامام أبي محمد الحسن العسكري عليه السلام قول
1 ) في الكافي : عبدا صالحا . 2 ) الكافي : 1 / 374 ح 10 وعنه البرهان : 2 / 13 ح 2 و 4 عن تفسير العياشي : 2 / 16 ح 36 وأخرجه في البحار : 24 / 189 ح 10 عن غيبة النعماني : 131 ح 11 عن الكليني وفى البحار : 24 ص 301 ح 7 عن العياشي وبصائر الدرجات : 33 ح 2 . 3 ) راجع ح 2 من المقدمة . 4 ) تفسير القمي : 215 وعنه البحار : 8 / 414 ( ط الحجر ) والبرهان : 2 / 15 ح 1 .