بسم الله الرحمن الرحيم الاهداء : إلى سدة مجدك يا رسول الله ، يا مبين تأويل آياته الباهرات الظاهرات . يا من أنزل الله عليك الكتاب - كتابا ، أحكمت آياته ، متشابها مثاني - ( منه آيات محكمات هن أم الكتاب ، وأخر متشابهات ) . يا من اصطفاك الله رسولا للعالمين ، واختصك بأحسن الحديث . يا من فضلت على المرسلين ، وأوتيت منه فضلا عظيما ، إذ قال تعالى : ( ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم ) ( 1 ) . يا من نزل ( عليك الكتاب تبيانا لكل شئ ، وهدى ، ورحمة ) ( 2 ) ( لتقرأه على الناس ) ( 3 ) لتتلو عليهم آياته ، تعلمهم الكتاب والحكمة ( لتحكم بين الناس بما أراك الله ) ( 4 ) ، ( لتبين للناس ما نزل إليهم ) ( 5 ) ( لتبين لهم الذي اختلفوا فيه ) ( 6 ) . إليكم يا أهل بيت النبوة ، وموضع الرسالة ، يا أئمة الهدى ( الاثني عشر ) يا من قرن الله طاعة رسوله وإياكم بطاعته ، وفرض علينا طاعتكم ، وعرفنا بذلك منزلتكم ، حيث قال جل وعلا ( . . . أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الامر منكم فان تنازعتم في شئ فردوه إلى الله والرسول . . . ذلك خير وأحسن تأويلا ) ( 7 ) وقال تعالى ( ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الامر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم . . ) ( 8 ) . يا من أذهب الله عنكم الرجس وطهركم تطهيرا . يا من اصطفاكم لوراثة الكتاب ، ونشر الرسالة ، فقال عز وجل : ( ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا . . . ) ( 9 ) . يا من آتاكم الله علم الكتاب كله ، حيث قال عز وجل : ( قل كفى بالله شهيدا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ) ( 10 ) وأنتم قلتم - وقولكم الحق - :
1 ) الحجر : 87 . 2 ) النحل : 89 . 3 ) الاسراء : 106 . 4 ) النساء : 105 . 5 ، 6 ) النحل : 44 ، 64 . 7 ، 8 ) النساء : 59 ، 83 ) . انظر أيها القارئ اللبيب لماذا كرر الله عز وجل في آياته كلمتي : ( أطيعوا ) و ( إلى ) في ( الرسول ) دون ( أولي الأمر ) ؟ أهو لضرورة لغوية ، أدبية ؟ أم لافادة الوحدة بين الرسول وآله : أولي الأمر الذين هم العترة الطاهرة ؟ أم ماذا ؟ ( أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله فقد آتينا آل إبراهيم الكتاب ) فتدبر ، أو فاسأل به خبيرا . 9 ) فاطر : 32 . 10 ) الرعد : 43 ، وقال تعالى : ( قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك . . . النمل : 40 ) . انظر : أين الذي عنده ( علم من الكتاب ) من الذي عنده ( علم الكتاب ) فتدبر .