نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 166
الحادثة . أما من خصوص حريق مكتبة الإسكندرية المزعوم فإنه همجية وعداوة للمدينة منافية لأخلاق العرب على خط مستقيم ، حتى إنه يمكن أن يسأل الإنسان نفسه : كيف أن قصة كهذه قبلها منذ زمن طويل كثيرون من الذين يعتد بعلمهم ؟ وقد كذب العلماء هذه القصة في زمننا مرات كثيرة فلا نرى حاجة في العودة إليها لتكذيبها . ولا أسهل من الاستشهاد على ذلك بإيراد أقوال كثيرة جلية تثبت أن المسيحيين كانوا أعدموا الكتب الوثنية التي بالإسكندرية قبل العرب بزمن طويل ، وكسروا كل التماثيل أيضا ، ويفهم من ذلك أنه لم يكن بعد بالإسكندرية ما يحرق ( ص 208 ) . وروى المقريزي في خططه ( ج 1 ص 159 ) : ويذكر أن هذا العمود ( عمود السواري ) من جملة أعمدة كانت تحمل رواق ( أرسطو طاليس ) الذي كان يدرس به الحكمة ، وأنه كان دار علم ، وفيه خزانة كتب أحرقها عمرو بن العاص بإشارة عمر بن الخطاب رضي الله عنه . أه . أما عبد اللطيف البغدادي الذي كان في الحقيقة أول من ذكر حريق العرب لمكتبة الإسكندرية فقد قال في كتاب ( الإفادة والاعتبار ) : ورأيت أيضا حول عمرد السواري من هذه الأعمدة بقايا صالحة . بعضها صحيح ، وبعضها مكسور ، ويظهر من حالها أنها كانت مسقوفة ، والأعمدة تحمل السقف وعمود السواري عليه قبة هو حاملها ، وأرى أنه كان الرواق الذي يدرس فيه أرسطو طاليس وشيعته من بعده ، وأنه دار العلم التي بناها الإسكندر حين بنى مدينته ، وفيها كانت خزانة الكتب التي أحرقها عمرو بن العاص بأذن عمر رضي الله عنه ( 1 ) .
1 - كتاب الإفادة والاعتبار في الأمور المشاهدة والحوادث المعاينة بأرض مصر ص ( 82 ) .
166
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 166