responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 154


ب - عمرو وفتح الإسكندرية كانت مدينة الإسكندرية ثانية عواصم الإمبراطورية الرومانية الشرقية كما قدمنا ، وأول مدينة تجارية في العالم . لذا عنى الرومان والبطالسة من قبلهم بتحصينها ، لتقوى على رد غارات المغيرين ، وصد هجمات الفاتحين ، ولوقوعها على بحر الروم كان يتدفق عليها المدد من إمبراطور الروم . ولم يكن لدى عمرو من السفن ما يمنع المدد من أن يصل إلى المدينة ، وكانت حامية الروم لا تقل عن خمسين ألف جندي ، مزودين بالمؤن الوفيرة . ولم تكن دربة العرب كافية في استعمال آلات الحصار ( وقد استولوا على كثير منها عقب انتصاراتهم على الروم في الوقائع السابقة ، ولم يتمكنوا من نقلها ) . لذلك عولوا على الاستمساك بالصبر وعمل الحيلة في الأعداء حتى يختم الله بالنصر ، كما فعلوا في حصارهم لدمشق وحلب وقيصرية من مدن الشام . وكانت قوة عمرو ضئيلة إذا قورنت بحامية الروم ، لأنه لا بد أن يكون قد فقد من جنده أثناء الوقائع السابقة عدد غير قليل . وإذا كانت قوة عمرو قد بلغت خمسة عشر ألفا وخمسمائة أثناء حصاره لحصن بابليون ، فلم يزد عددهم عن اثني عشر ألفا على وهو حصار الإسكندرية . وعندنا أن هذا العدد لا يكفي مطلقا لاقتحام حصون المدينة التي لا ترام ، فلا بد أن يكون جيش عمرو أكثر من هذا العدد بكثير ، سيما إذا ذكرنا أن القبط كانوا للعرب أعوانا ، وأن عددا كبيرا منهم انضم تحت لوائه ، ومهد له بعضهم سبيل الاستيلاء على المدينة .
نزل المسلمون ( 1 ) ومعهم رؤساء القبط يمدونهم بما احتاجوا إليه


1 - لا يمكن بالضبط تعيين الموضع الذي نزل فيه المسلمون . وقد زعم ( بطلر ) أنه كان بالشرق أو الجنوب الشرقي ، لأن المدينة محاطة بالبحر من الشمال وبحيرة مربوط من الجنوب وبقناة دراغون من الغرب . وكان نزول عمرو بعيدا عن أسوار المدينة تفاديا مما تلحقه بالمسلمين مقذوفات آلات الروم وسهامهم . وقال السيوطي إن نزوهم كان ما بين حلوة إلى قصر فارس .

154

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 154
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست