نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 115
المعروفة الآن بالقنطرة على قناة السويس ، حيث يتغطى سطح تلك الأرض تلك الأرض الصحراوية بحصى كثير صلب ، وفي خلالها بقع أرض خضراء وبعض مستنقعات ملحة ينمو على جوانبها القصب . ثم أخذ في السير إلى الصالحية أو القصاصين ، ومن ثم اتجه منحرفا نحو الجنوب مجتازا تلال وادي الطميلات ( 1 ) ( رأس الوادي ) على مقربة من التل الكبير الآن وقريبا من بلبيس . وقد اتخذ معظم الفاتحين الأقدمين طريقا غير هذا مثل قمبيز الذي سار من الفرما متجها نحو الغرب إلى سنهور وتنيس ( صان الحجر ) ، ومن ثم إلى بليس ، ولكن في هذا الوقت ( أي حين الفتح الإسلامي ) انتشرت المستنقعات حول بحيرة المنزلة بحيث جعلت هذا الطريق على عمرو أشق مما كان على غيره . إذ لم يكن لدى عمرو وجنده ( وكانوا فرسانا ) من الوسائل ما يكفل لهم إقامة القناطر والجسور . ونرى أن عمرا لو اتخذ غير الطريق الذي اتخذه لنفدت قوته قبل أن يصل إلى حصن بابليون وهو بيت القصيد ، الآن هذا مما يعيق سيره ويتطلب بذل مجهود كبير للاستيلاء على المدن واحدة ، وترك قوة في كل منها حتى لا يقطع الروم عليه خط الرجعة لو أرغم على الارتداد . وقد كان الأرطبون ( 2 ) قائد الروم في بيت المقدس بالأمس قائدهم في بلبيس اليوم . ولا بد أن يكون قد عول على الثبات والمقاومة ما استطاع إلى ذلك سبيلا . أراد أن يوقع داهية الروم بالعرب ويهزم
1 - وموقعة بقرب التل الكبير . 2 - وقد فر الأرطبون إلى مصر قبيل تسليم بيت المقدس على يد عمر بن الخطاب .
115
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 115