نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 107
الرئيس الأعظم - ولو فعل عمرو ذلك لوجد من عمر سلطانا يحسن تأديبه ويرده إلى الطاعة والجماعة . ولم يرد في أي تاريخ عبارة أو إشارة إلى غضب عمر عليه في افتيات كان منه ، أدرك الكتاب عمرا وهو برفع ، إن فتخوف إن هو أخذ الكتاب وفتحه أن نجد فيه الانصراف ، فلم يأخذ الكتاب من الرسول ، ودافعه ، وسار حتى نزل قرية فيما بين رفع والعريش ، فسأل عنها فقيل : إنها من أرض مصر ، فدعا بالكتاب فقرأه على المسلمين . فقال عمرو لمن معه : ألستم تعلمون أن هذه القرية من مصر ؟ قالوا : بلى . قال : فإن أمير المؤمنين عهد إلى وأمرني أن لحقني كتابه ولم أدخل أرض مصر أن أرجع ، ولم يلحقني كتابه حتى دخلنا أرض مصر : فسيروا وامضوا على بركة الله وعونه ( 1 ) . والذي نراه أن عمر بن الخطاب لم يكشف لرجال شوراه نيته في فتح مصر إلا بعد مسير عمرو ، فلما علم عثمان بذلك حذر عمر سوء عاقبة مسير عمرو بجيشه القليل ، فكتب إليه عمر كتابه الآنف الذكر ووعده بإمداده إن كان قد دخل أرض مصر . وكان عمرو يوجس خيفة من أن يكون الكتاب يصرفه عن وجهه ، فدافع الرسول حتى يكون بأرض مصر ويوجد له العذر إذا مضى لطلبته . والذي يثير العجب أنه كيف جرأ عمرو بن العاص على المسير إلى أرض مصر بجيش لا يزيد عن أربعة آلاف مقاتل يريد أن يهزم بهم جند الروم ؟ سؤال يسهل الجواب عليه إذا علم الإنسان أن عمرو بن العاص كان محبا للإمارة ، ذا نفس عالية لا ترضى إلا الجليل من الأعمال مهما قام في سبيلها من العقبات - يدلك على ذلك ما قاله عثمان رضي الله عنه ( إن عمرا لمجروء وفيه إقدام وحب للإمارة ) .
1 - معجم البلدان لياقوت ، والخطط للمقريزي ( ج 1 ص 288 ) .
107
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن جلد : 1 صفحه : 107