responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 87


ولنترك الآن عمرا في فلسطين يتهيأ للزحف على مصر ، ونلقي نظرة في حالة هذا البلد الجديد ، فنرجع للوراء زهاء قرنين لنأتي بمجمل حال تلك الأمة الدينية والسياسية من أيام قسطنطين : أي منذ القرن الرابع الميلادي حتى الفتح الإسلامي . ليتبين كم قاسى أبناؤها من حمل النير الأجنبي ، ولنعرف كم كانت ترزح تحت أعباء تلك الفتن ، وتئن أنين الثكلى ، مما كان يفتك بأهلها من الظلم ، ويستنزف دماءهم من المكوس والضرائب ، وتستأصل زهرة شبابهم الاختلافات الدينية والحروب الأهلية ، حتى أصبح أهلها يفضلون الموت على حياة كلها تعاسة وشقاء وظلم وبلاء .
أ - لحالة الدينية كانت الأمة المصرية وثنية إلى عهد القيصر ( أغسطوس ) الروماني حيث ولد المسيح عليه السلام .
فأصبحت تتوالى النقم من قياصرة الروم على النصارى قتلا وتعذيبا وتشريدا حتى جاء القيصر ( دقلديانوس ) فأغلق كنائسهم ، وأسرف في قتلهم ، ولم يفتر عنهم يوما واحدا لاستئصال شأفتهم وإبطال النصرانية .
وكان يرجع وقوع ثورة المصريين في عهد ( دقلديانوس ) إلى سببين أحدهما سياسي ، والآخر ديني .
في الشطر الأول من حكم ( دقلديانوس ) قامت الثورات في الإسكندرية ، فقد ثار أحد الضباط المدعو ( لوسيوس دميتيوس دومتيانوس ) وكان رومانيا لقبه المصريون أخيلوس ، ونادوا به إمبراطورا ، لذلك اضطر دقلديانوس إلى الحضور بنفسه إلى مصر لإخماد هذه الثورة التي لم يفرغ منها إلا سنة 296 م . وحاصر مدينة الإسكندرية ثمانية شهور ، ثم استولى عليها عنوة ، وكانت نتيجة هذا

87

نام کتاب : تاريخ عمرو بن العاص نویسنده : دكتر حسن إبراهيم حسن    جلد : 1  صفحه : 87
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست