مقدمة لا بد منها : هناك أمور قلما يطرحها الباحثون على بساط البحث ، وقلما تتعرض للتحقيق ، والتمحيص ، فما هو السر في ذلك ؟ وما هو السبب يا ترى ؟ ! ربما نجد أكثر من تفسير لهذه الظاهرة وقد يستهوينا أو نقل : يرضينا أحدها ، ويرضي غيرنا التفسير الآخر . ثم يرضي آخرين ، تفسير ثالث لها . ولكن يجب أن لا نعجب إذا وجدنا - أحياناً - : أن الحق الذي لا محيص عن هو صحة الأسباب والعلل المطروحة جميعاً دون استثناء ، ولكن ذلك يكون بحسب اختلاف المواقع والمواضع ، وبحسب رؤية الأهداف ، والاستجابة لما تخالف واختلف من الدوافع . ولكي نقترب قليلاً من الإجابة المطلوبة ، نقول : إنه ربما يكون ذلك من أجل أن بعض الباحثين لم ير في طرح تلك الأمور فائدة أو عائدة ، بل رأى أنها أمورٌ جانبية وجزئية ليس لها