< فهرس الموضوعات > غلبة الحزن من ولد الأصغر عند موت الوالد < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > ضيق القبر ووحشته < / فهرس الموضوعات > ( وتوجّع لرزئه إخوانه ) ، ثُمّ أقبلوا على جهازه ، وشمّروا لإبرازه كأنّه لم يكن بينهم العزيز المُفدَّى ، ولا الحبيب المُبدّى .وضلّ أحبّ القوم كان بقربه ( 1 ) * يحُثّ على تجهيزه ويُبادر وشمّر من قد أَحْضَروهُ لغسله * وَوُجِّهَ لمّا فاض للقبر حائر وكُفّن في ثوبين واجتمعت له * مُشَيَّعةً خُوّانه ( 2 ) والعشائر فلو رأيت الأصغر من أولاده ، وقد غلب الحزن على فؤاده ، فغشى ( 3 ) من الجزع عليه ، وقد خضّبت الدموع عينيه ( 4 ) ، وهو يَنْدب أباه ويقول : يا ويلاه واحَرَباه ( 5 ) !لعاينت ( 6 ) من قبح المنيّة منظراً * يهالُ لمرآة ويرتاعُ ناظر أكابر بأولاد يَهيجُ اكتئابُهم * إذا ما تناساه البنون الأصاغر وَرنّة نسوان عليه جوازع * مدامِعُها فوق الخدود غوازر ( 7 ) ثُمَّ أُخرج من سعة قصره إلى ضيق قبره ، فلمّا استقرّ في اللَّحْد ، وهُيّءَ عليه اللّبن ، احتوشته أعماله ، وأحاطت به خطاياه ، وضاق ذرعاً بما رآه ، ثُمَّ حَثَوْا بأيديهم عليه التراب ، وأكثروا البكاء عليه والانتحاب ، ثُمَّ وقفوا ساعة عليه ، وَأَيّسُوا من النظر إليه ، وتركوه رهناً بما كَسب وطَلب .فولّوا عليه مُعْوِلين وكلُّهم * لمثل الّذي لاقى أخوه مُحاذِر
1 . في نسخة : " لقُربه " . 2 . في نسخة : " إخوانه " . 3 . في نسخة : " فيُخشى " . 4 . في الصحيفة : " خدّيه " . 5 . كلمة يندب بها الميّت ، وتستعمل للتأسّف . 6 . في نسخة : " لأَبصرتُ " . 7 . في الصحيفة : " غزائر " .