responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 75


< فهرس الموضوعات > حلاوة مذاق الدنيا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > من أخصّ بالمعاتبة < / فهرس الموضوعات > بشجن القلوب فيها دماً ، ثُمَّ درست تلك المعالم ، فتنكّرت الآثار ، وجعلت في برهة من محن الدنيا ، وتفرّقت ورثة الحكمة ، وبقيتُ فرداً كقرن الأعضب ( 1 ) وحيداً ، أقول فلا أجد سميعاً ، وأتوجّع فلا أجد مشتكى .
وإن أبكهم أجرض ( 2 ) وكيف تجلّدي * وفي القلب منّي لوعة لا أطيقها وحتّى متى أذكر حلاوة مذاق الدنيا ، وعذوبة مشارب أيّامها ، وأقتفي آثار المريدين ، وأتنسّم أرواح الماضين ( 3 ) مع سبقهم إلى الغلّ والفساد ، وتخلّفي عنهم في فضالة طُرق الدنيا منقطعاً من الأخلاّء ، فزادني جليل الخطب لفقدهم جوى ، وخانني الصبر حتّى كأنّني أوّل ممتحن أتذكّر معارف الدنيا وفراق الأحبّة .
فلو رجعت تلك اللّيالي كعهدها * رأت أهلها في صورة لا تروقها فمَن أخصّ بمعاتبتي ، ومَن أرشد بندبتي ، ومَن أبكي ، ومَن أدع ؟
أشجو بهلكة الأموات ! أم بسوء خلف الأحياء ! وكلّ يبعث حزني ، ويستأثر بعبراتي ، ومَن يسعدني فأبكي ، وقد سلبت القلوب لبّها ، ورقّ الدمع ، وحقّ للداء أن يذوب على طول مجانبة الأطباء ، وكيف بهم وقد خالفوا الآمرين ؟ وسبقهم زمان الهادين ، ووكّلوا إلى أنفسهم ، يتنسّكون في الضلالات في دياجير الظلمات .
حيارى وليل القوم داج نجومها * طوامس لا تجري بطيء خفوقها ( 4 )


1 . " الأعضب " : الظبي الذي انكسر أحد قرنيه . 2 . " أجرض " : أهلك . 3 . في نسخة : الصّالحين . 4 . الصحيفة السجادية ، دعاء 219 ؛ كشف الغمّة ، ج 2 ، ص 306 ؛ عنه بحار الأنوار ، ج 78 ، ص 154 . قال الإربلي ( رحمه الله ) : هذا الفصل من كلامه ، قد نظمه بعض الشعراء ، وأجاد في قوله : قد كنت أبكي ما قد فات من زمني * وأهل وُدّي جميعٌ غير أشتاتِ واليوم إذ فرقت بيني وبينهم * نوى بكيت على أهل المروّات وما حياة امرئً أضحت مدامعه * مقسومة بين أحياء وأموات

75

نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست