responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 73


< فهرس الموضوعات > الشكوى من تصرف الدنيا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > وصف محن الدنيا < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > تأمّل معاقل الملوك ومصانع الجبارين في الدنيا < / فهرس الموضوعات > الخالية ، وحال دون ذلك النسيم هبوات ( 1 ) وحسرات ، وكانت حركات فسكنت ، وذهب كلّ عالم بما فيه .
فما عيشة إلاّ تزيد مرارة * ولا ضيقة إلاّ ويزداد ضيقها فكيف يرقأ دمع لبيب ؟ ! أو يهدأُ طرف مُتوسّم على سوء أحكام الدنيا ، وما تفجأ به أهلها من تصرّف الحالات ، وسكون الحركات ! وكيف يسكن إليها من يعرفها وهي تفجّع الآباء بالأبناء ؟ ! وتُلهي الأبناء عن الآباء ! تعدمهم أشجان قلوبهم ، وتسلبهم قرة عيونهم .
وترمي قساوات القلوب بأسهم * وجمر فراق لا يَبوخُ حريقُها ( 2 ) وما عسيت أن أصف محن الدنيا ، وأبلغ عن كشف الغطاء ، عما وُكّل به دور الفلك من علوم الغيوب ، ولست أذكر منها إلاّ قليلاً منه أفنته ، أو مغيب ضريح تجافت عنه ، فاعتبره أيّها السامع بهلكات الأُمم ، وزوال النّعم ، وفظاعة ما تسمع وتُروى من سوء آثارها في الديار الخالية ، والرسوم الفانية ، والربوع الصموت . ( 3 ) وكم عالم أفنت فلم تبك شجوة * ولابد أن تفنى سريعاً لحوقها فانظر بعين قلبك إلى مصارع أهل البذخ ( 4 ) ، وتأمّل معاقل الملوك ، ومصانع الجبّارين ، وكيف عركتهم الدنيا بكلاكل الفناء ، وجاهرتهم بالمنكرات ، وسحبت عليهم أذيال البوار ، وطحنتهم طحن الرحا للحبّ ، واستودعتهم هوج الرياح ( 5 ) ، تسحب عليهم أذيالها فوق مصارعهم في فلوات الأرض .
فتلك مغانيهم وهذي قبورهم * توارثها أعصارها وحريقها ( 6 )


1 . " الهبوات " جمع الهبوة ، الغبار . 2 . " باخ " : سكن وفر ، وباخ النار : خمدت . 3 . " الربوع " - جمع الربع - : الرجل ، النعش ، المنزل . 4 . " البذخ " : الكبر . 5 . " الهوجاء " : الريح الّتي لا تستوي في هبوبها وتقلع البيوت . 6 . في نسخة : " قبورها " بدل " حريقها " .

73

نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 73
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست