responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 19


< فهرس الموضوعات > الحمد لله على حسن الخلق وطيّبات الرزق < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > الحمد لله على كرمه وعفوه ورحمته < / فهرس الموضوعات > المبعث ، ويشرّف به منازلنا عند مواقف الأشهاد ( لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسِ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ) ( 1 ) ( يَوْمَ لاَ يُغْنِى مَوْلًى عَن مَّوْلًى شَيْئًا وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ ) ( 2 ) ، حمداً يَرتَفِعُ منّا إلى أعلى عليّين ، في كتاب مرقوم يشهده المقرّبون ، حمداً تقرّ به عيوننا إذا برقت ( 3 ) الأبصار ، وتبيّضُ به وجوهنا إذا اسودت الأبشار ( 4 ) ، حمداً نُعتَق به من أليم نار الله إلى كريم جوار الله ، حمداً نُزاحم به ملائكته المقرّبين ، ونُضام ( 5 ) به أنبياؤه المرسلين في دار المقامة ( 6 ) الّتي لا تزول ، ومحلّ كرامته الّتي لا تحول .
والحمد لله الّذي اختار لنا محاسن الخلق ، وأجرى علينا طيّبات الرزق ، وجعل لنا الفضيلة بالملكة على جميع الخلق ، فكلّ خليقته منقادة لنا بقدرته ، وصائرة إلى طاعتنا بعزّته .
والحمد لله الّذي أغلق عنّا باب الحاجة إلاّ إليه ، فكيف نطيق حمده ، أم متى نؤدّي شكره ، لا مَتى ( 7 ) ؟ !
والحمد لله الّذي ركّب فينا آلاتِ البسط ، وجعل لنا أدوات القبض ، وَمَتَّعنا بأرواح الحياة ، وأثبت فينا جوارح الأعمال ، وَغذّانا بطيّبات الرّزق ، وَأغْنانا بفضله ، وَأقْنانا ( 8 ) بمنّه ، ثُمَّ أمرنا ليختبر طاعتنا ؛ وَنَهانا ليبتلي شكرنا ، فَخالَفْنا عن طريق أمره ، وَرَكِبْنا متون زجره ، فلم يَبْتدرنا بعقوبته ، ولم يُعاجِلْنا بنقمته ، بل تأنّانا برحمته تكرّماً ، وانتظر مراجعتنا برأفته حلماً .


1 . الجاثية : 22 . 2 . الدخان : 41 . 3 . " بَرقَ البصرُ برقاً وبروقاً " : تحيّر فزعاً حتّى لا تطرف ، أو دهش فلم يبصر . 4 . " الأبشار " : جمع بشر - بالتحريك - كسبب وأسباب ، وهو جمع بَشَرة ، وهي ظاهر جلد الإنسان . 5 . " انْضَمَّ الشيء " : اجتمع بعضه إلى بعض . 6 . " المقامة " : مصدر بمعنى الإقامة ، ألحقت به التاء ، أي دار الإقامة الّتي لا انتقال عنها أبداً . 7 . قد يتوهم أنه وقع من العبارة شئ ، ولكن ليس كذلك ، والمعنى : لا يمكن تأدية شكره متى يمكن ذلك . 8 . " القنا " - بالكسر والقصر - : مثل إلاّ ، بمعنى الرضا ، يقال : " أقناه الله " ، أي أرضاه .

19

نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري    جلد : 1  صفحه : 19
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست