نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري جلد : 1 صفحه : 134
من رعاية ذمّة الله والوفاء بعهده وعهد رسوله حائل ، فإنّه بلغنا أنه قال : " مَنْ ظَلم مُعاهِداً كنتُ خصمَه " فاتّق الله ، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله . ( 1 ) ( كتابه ( عليه السلام ) ) ( إلى بعض أصحابه المعروف برسالة الحقوق ) ( بصورة مختصرة ) اعلم إنّ لله عزّ وجلّ عليك حقوقاً محيطة بك في كلّ حركة تحرّكتها ، أو سَكَنة سكنتها ، أو حال حلتها ، أو منزلة نزلتها ، أو خارجة قلّبتها ، أو آلة تصرّفت فيها . فأكبر حقوق الله - تبارك وتعالى - عليك ما أوجب عليك لنفسه من حقّه الّذي هو أصل الحقوق ، ثُمَّ ما أوجب الله عزّ وجلّ عليك لنفسك من قرنك إلى قدمك على اختلاف جوارحك ، فجعل عزّ وجلّ للسانك عليك حقّاً ، ولسمعك عليك حقّاً ، ولبصرك عليك حقاً ، وليدكَ عليك حقّاً ، ولبطنك عليك حقّاً ، ولفرجك عليك حقّاً . فهذه الجوارح السبع الّتي فيها تكون الأفعال . ثُمَّ جعل عزّ وجلّ لأفعالك عليك حقوقاً ، فجعل لصلاتك عليك حقّاً ، ولصومك عليك حقّاً ، ولصدقتك عليك حقّاً ، ولهديك عليك حقّاً ، ولأفعالك عليك حقوقاً . ثُمَّ يخرج الحقوق منك إلى غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك ، فأوجبها عليك حقوق أئمّتك ، ثُمَّ حقوق رعيّتك ، ثُمَّ حقوق رحمك . فهذه حقوق تتشعّب منها حقوق . فحقوق أئمّتك ثلاثة ، أوجبها عليك حقّ سائسك بالسلطان ، ثُمَّ حقّ سائسك بالعلم ، ثُمَّ حقّ سائسك بالملك ، وكلّ سائس إمام .
1 . تحف العقول ، ص 255 ؛ عنه في مستدرك الوسائل ، ج 11 ، ص 154 .
134
نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري جلد : 1 صفحه : 134