نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري جلد : 1 صفحه : 105
< فهرس الموضوعات > قراءة الآذان لقطع كلام الإمام ( عليه السلام ) < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > تنبيه الناس بفجائع يزيد مع أهل بيته الشريف < / فهرس الموضوعات > فلمّا سمع الناس كلامه ضجّوا بالبكاء والنحيب ، وعلت الأصوات ، فخاف يزيد الفتنة ، فأمر المؤذن أن يقطع عليه خطبته ( 1 ) ، فصعد المنبر وأذّن ، وقال : الله أكبر ، قال الإمام ( عليه السلام ) : " كبّرت تكبيراً ، وعظّمت تعظيماً وقلت حقّاً " ، ثُمَّ قال المؤذّن : أشهد أن لا إله إلاّ الله ، فقال الإمام : " أشهد بها مع كلّ شاهد ، وأقرّ بها مع كلّ جاحد " . ثُمَّ قال المؤذّن : أشهد أن محمّداً رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال الإمام بعد أن بكى بكاءً عالياً : " يا يزيد ، أسألك بالله ، محمّد جدّي أم جدّك ؟ " . فقال يزيد : بل جدّك ، فقال الإمام : " فلم قتلت أهل بيته ؟ وقتلت أبي ، وأيتمتني على صغر سنّي ؟ " فما أجابه ، ورجع إلى محلّه ، وقال : ليس لي حاجة بالصلاة . ( 2 ) أقول : كرّرت هذه الخطبة للاختلاف الكثير فيها ، بحيث يستقلّ كل واحد منها أن تكون رأساً بعينها ، والمسك ما كرّرته يتضوّع . ( ومن خطبة له ( عليه السلام ) ) ( لما وصل إلى المدينة فأومأ بيده أن اسكتوا ، فسكنت فورتهم ) فقال : الحمد لله ربّ العالمين الرحمن الرحيم ، مالك يوم الدين ، بارئ الخلائق أجمعين ، الّذي بَعُدَ فارتفع في السماوات العُلى ، وقرب فشهد النجوى ، نحمده على عظام الأُمور ، وفجائع الدهور ، وألم الفجائع ، ومضاضة اللواذع ، وجليل الرُّزء ، وعظيم المصائب الفاظعة الكاظّة ( 3 ) ، الفادحة الجائحة ( 4 ) . أيّها القوم - النّاس - : أنّ الله تعالى - وله الحمد - ابتلانا بمصائب جليلة ، وثلمة في الإسلام عظيمة ، قُتل أبو عبد الله الحسين ( عليه السلام ) وعترته ، وسُبي نساؤه وصبيته ،
1 . في نسخة هكذا : " ولمّا سمع يزيد هذه الكلمات من الإمام ، غضب غضباً شديداً ، بعد أن توجّه قلوب الناس إليه ، ثُمَّ أمر المؤذّن أن يقطع خطبته " . 2 . مقتل أبي مخنف ، ص 214 . 3 . " كظّه الأمر كظّاً " : كربه وجهده . 4 . " الجائحة " : كلّ مصيبة عظيمة .
105
نام کتاب : بلاغة الإمام علي بن الحسين ( ع ) نویسنده : جعفر عباس الحائري جلد : 1 صفحه : 105