responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : بشارة المصطفى نویسنده : محمد بن أبي القاسم الطبري    جلد : 1  صفحه : 81


أما بعد فاني أوصيكم بتقوى الله فيما أنتم عنه مسؤولون واليه تصيرون ، فان الله تعالى يقول : * ( كل نفس ذائقة الموت ) * [1] ، * ( كل نفس بما كسبت رهينة ) * [2] ، * ( ويحذركم الله نفسه والى الله المصير ) * [3] ، ويقول : * ( فوربك لنسألنهم أجمعين * عما كانوا يعملون ) * [4] ، فاعلموا عباد الله أن الله عز وجل مسائلكم عن الصغيرة والكبيرة من أعمالكم ، فان يعذب فنحن أظلم وإن يعفو فهو ارحم الراحمين .
يا عباد الله ! ان أقرب ما يكون العبد إلى المغفرة والرحمة حين يعمل لله بطاعته وينصحه في التوبة : عليكم بتقوى الله فإنها تجمع من الخير ما لا خير غيرها [5] ، ويدرك بها من الخير ما لا يدرك بغيرها [ من ] [6] خير الدنيا ( وخير الآخرة ) [7] ، قال الله تعالى : * ( وقيل للذين اتقوا ماذا انزل ربكم قالوا خيرا للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة ولدار الآخرة خير ولنعم دار المتقين ) * [8] .
اعلموا عباد الله ان المؤمن يعمل لثلاث من الثواب : اما الخير [9] ، فان الله يثيبه بعمله في دنياه ، ( قال الله سبحانه لإبراهيم ) [10] : * ( وآتيناه أجره في الدنيا وانه في الآخرة لمن الصالحين ) * [11] فمن عمل لله أعطاه أجره في الدنيا والآخرة وكفاه المهم فيهما ، وقال الله تعالى : * ( يا عبادي الذين آمنوا اتقوا ربكم للذين أحسنوا في هذه الدنيا حسنة وأرض الله واسعة انها يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) * [12] ، فما أعطاهم الله في الدنيا لم يحاسبهم به في الآخرة ، قال الله تعالى : * ( للذين أحسنوا الحسنى وزيادة ولا يرهق وجوههم قتر ولا ذلة ) * [13] ، فالحسنى هي الجنة والزيادة هي الدنيا .



[1] آل عمران : 185 .
[2] المدثر : 38 .
[3] آل عمران : 28 .
[4] الحجر : 92 - 93 .
[5] في " ط " : غيره ، وفي الأمالي : فإنها تجمع الخير ولا خير غيرها .
[6] من الأمالي .
[7] ليس في " ط " .
[8] النحل : 30 .
[9] في أمالي الصدوق : اما لخير الدنيا ، وفي " ط " : اما الخير .
[10] ليس في " ط " .
[11] العنكبوت : 27 .
[12] الزمر : 10 .
[13] يونس : 26 .

81

نام کتاب : بشارة المصطفى نویسنده : محمد بن أبي القاسم الطبري    جلد : 1  صفحه : 81
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست