أن تبديه ، فليس لك من إبدائه توبة ، وإذا لم تكن [1] لك توبة فالمصير إلى لظى ، يا كميل إذاعة سر آل محمد ( عليهم السلام ) لا يقبل [2] الله تعالى منها ولا يحتمل أحد عليها [3] . يا كميل وما قالوه لك مطلقا فلا تعلمه إلا مؤمنا موفقا [4] ، يا كميل لا تعلم الكافرين من أخبارنا فيزيدوا عليها ، فيبدوكم بها يوم يعاقبون عليها ، يا كميل لابد لماضيكم من أوبة ولا بد لباقيكم من غلبة [5] ، يا كميل سيجمع الله لكم خير البدء والعاقبة . يا كميل أنتم ممتعون بأعدائكم تطربون بطربهم وتشربون بشربهم وتأكلون بأكلهم وتدخلون مداخلهم ، وربما غلبتم على نعمتهم ، إي والله على إكراه منهم لذلك ، ولكن الله عز وجل ناصركم وخاذلهم ، فإذا كان والله يومكم وظهر صاحبكم ، لم يأكلوا والله معكم ، ولم يردوا مواردكم ولم يقرعوا أبوابكم ولم ينالوا نعمتكم أذلة خاسئين ، أينما ثقفوا اخذوا وقتلوا تقتيلا . يا كميل احمد الله تعالى والمؤمنون على ذلك وعلى كل نعمة ، يا كميل قل عند كل شدة : لا حول ولا قوة إلا بالله [6] ، تكفها ، وقل عند كل نعمة : الحمد لله نزد [7] منها وإذا أبطأت الأرزاق عليك فاستغفر الله يوسع عليك فيها . يا كميل إذا وسوس الشيطان في صدرك فقل : أعوذ بالله القوي من الشيطان الغوي ، وأعوذ بمحمد الرضي من شر ما قدر وقضي ، وأعوذ بإله الناس من شر الجنة والناس أجمعين وسلم ، تكف مؤونة إبليس والشياطين معه ، ولو أنهم كلهم أبالسة مثله يا كميل ان لهم خداعا [8] وشقاشق وزخاريف ووساوس وخيلاء على كل أحد ( على ) [9] قدر منزلته في الطاعة والمعصية ، فيحسب ذلك يستولون عليه بالغلبة [10] .
[1] في " ط " : فإذا لم يكن . [2] في " م " : يقبل . [3] في " ط " : عليها أحد . [4] في تحف العقول : موقنا . [5] في " ط " : لماضيكم خير من أوبة ولابد لنا فيكم من غلبة . [6] في " ط " : زيادة : العلي العظيم . [7] في " م " : تزاد ، وفي التحف : تزدد . [8] في " م " : خدعا . [9] ليس في " ط " . [10] في " م " : في الغلبة .