أنتم والله على المحجة البيضاء فأعينونا على ذلك بورع واجتهاد على من عرفه الله بهذا الأمر جناح ألا يعرفه الناس به انه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، ومن عمل لله كان ثوابه على الله [1] ، ولا تجاهد الطلب جهاد المغالب ولا تنكل على القدر اتكال المستسلم فان ابتغاء الفضل من السنة والإجمال في الطلب من العفة ، وليست العفة بدافعة رزقا ولا الحرص بجالب فضلا فان الرزق مقسوم والأجل موقوت والحرص يورث [2] الماثم [3] ، لا يفقدك الله من حيث أمرك ولا يراك من حيث نهاك ، ما أنعم الله على عبد بنعمة فشكرها بقلبه إلا استوجب المزيد بها قبل ان يظهر شكرها على لسانه ، من قصرت يده عن المكافأة فليطل لسانه بالشكر ، ومن حق شكر نعمة الله ان يشكر بعد شكره من جرت [4] تلك النعمة على يده " [5] . 36 - قال سلمان الفارسي : " أوصاني خليلي أبو القاسم ( صلى الله عليه وآله ) بسبع لا أدعهن على كل حال إلى أن أموت : ان انظر إلى من هو دوني ولا انظر إلى من هو فوقي ، وان أحب الفقراء وأدنو منهم ، وأقول الحق وإن كان ضرا ، وان أصل رحمي وإن كانت مدبرة ، وأن لا أسأل الناس شيئا ، وأكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله فإنها كنز من كنوز الجنة " [6] .
[1] رواه في السرائر من " أنتم " إلى هنا ، عن الحلبي ، عن حميد بن المثنى ، عن يزيد بن خليفة . [2] في الأصل : الأجل موقوف والحرص يورث الاثم ، وما أثبتناه من السرائر . [3] رواه في السرائر من : " ولا تجاهد " إلى الماثم عن الحسن ( عليه السلام ) ، ومنه إلى " نهاك " عن الصادق ( عليه السلام ) ، ومنه إلى " لسانه " من الباقر ( عليه السلام ) ، ومنه إلى آخره عن الصادق ( عليه السلام ) . [4] في السرائر : اجرى . [5] رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر : 163 - 164 مقطعا ، وفي العيون والمحاسن : 2 : 121 - 122 روى هذا الحديث مقطعا في البحار 78 : 106 و 372 ، 68 : 89 ، 103 : 27 . أقول : مر بعضه تحت الرقم : 256 . [6] رواه ابن إدريس في مستطرفات السرائر : 165 ، عنه الوسائل 6 : 309 ، جامع الأحاديث 8 : 405 ، وفي العيون والمحاسن 2 : 123 .