عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ) * [1] . فإبليس إنما يتوعد ذرية آدم « عليه السلام » بالغواية والإضلال ، ولا يجرؤ على التفوه بشيء في حق آدم « عليه السلام » نفسه ، لأنه يعلم أنه عاجز عن ذلك . . ج : قلنا : إن هدف إبليس لم يكن جر آدم « عليه السلام » إلى الجرأة على الله ، والتمرد عليه ومعصيته ، لأنه كان يائساً من أن يتمكن من ذلك , بل كان إبليس يعلم أن بقاء النبي آدم وذريته في الجنة ، حيث لا جوع ولا عطش ، ولا عري ، ولا . . ولا . . سوف يصعِّب عليه الوصول إلى غاياته الخبيثة في الإضلال والإغواء . . ولأجل ذلك فقد كان هدفه الذي أعلنته الآيات الكريمة هو أن يخرج آدم « عليه السلام » من الجنة ، ليواجه هو وذريته الجوع ، والعطش ، والعري ، والحر ، والبرد ، والمرض ، والصحة ، والألم ، والموت والحياة ، والتعب والراحة ، والغضب ، والرضى ، و . . و . . الخ . . وليحتاج الناس - من ثم - إلى الأمر والنهي ، والبعث والزجر ، وتكون هناك هداية وغواية ، وما إلى ذلك . . فإنه إذا تم له ذلك ، فسيكون قادراً على الوسوسة والإغواء ، والإضلال لذريته . . ومما يشهد لذلك من الآيات الكريمة : قوله تعالى لآدم « عليه السلام » : * ( فَلا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى ) * . . وقوله : * ( فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا ) * . . وقوله : * ( يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ