تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ وَمِنْهَا تُخْرَجُونَ ) * . . يدل على أن الجميع قد أنزلوا إلى الأرض ، بعد أن لم يكونوا فيها . ج - أما القول : بأن قوله : * ( اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا ) * . . فإنما يدل على مجرد تنزل المقام والمرتبة ، فهو كقولك لمن تغيرت حاله ، وخسر مواقعه الدنيوية : انظر أين كان ، وأين أصبح . فهو لا ينافي ما ورد في الروايات من أنه « عليه السلام » كان في جنة من جنات الدنيا ، ولا يتناقض مع القول بأنه نزل إلى الأرض ، بل هو يتلاءم مع جميع الأقوال . . د - هناك بعض الروايات تقول : إن آدم « عليه السلام » حين أهبط من الجنة أهبط على الصفا ، وأهبطت حواء ( « عليها السلام » ) على المروة . وتلك الرواية نفسها تقول أيضاً : « سئل الصادق عن جنة آدم « عليه السلام » ، أَمِنْ جنان الدنيا كانت أم من جنان الآخرة ؟ فقال : كانت من جنان الدنيا ، تطلع فيها الشمس والقمر ، ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبداً » [1] . ولكن كونها من جنان الدنيا لا يلزم منه أن تكون في الأرض ، فإن السماء الدنيا واسعة ، ويمكن أن يكون في بعض كواكبها جنة لها حياة وحالات ، يمكن القول بأنها برزخية ، من شأنها الإعداد للحياة على الأرض ، وتطلع فيها الشمس والقمر . . ثم لما أكل النبي آدم من الشجرة التي تسانخ طبيعة الحياة الأرضية أهبطه