أساسه ، ومن خلاله ، ولا يربطونه بتشريع إلهي ، بل هم يرونه حقاً طبيعياً ، يفرض نفسه على واقع حياتهم ، ومعاملاتهم ، فحق المالك على مملوكه ، والمولى على عبده ، والخالق ، والرب والإله ، على مخلوقه و . . و . . يفرض نفسه ، حتى قبل نزول الشرائع . . بل إن هذا القانون هو الذي يفرض على الناس الالتزام بالشرائع ، وإطاعة الأوامر الإلهية ، هو قانون تحكم به العقول . . والنبي آدم « عليه السلام » هو صفوة الله ، الذي يمتاز بكمال العقل ، وبالخلوص ، والصفاء ، من الجهالات ، والشهوات ، والشبهات ، التي يمكن أن تؤثر على العقل في قراراته ، وأحكامه ، وإدراكاته . . وبذلك استحق النبي آدم التكريم الإلهي ، فجعله الله حين خلقه قبلة لسجود الملائكة ، واستحق إبليس الطرد من رحمة الله حين أبى واستكبر عن السجود إليه . . ولعلك تقول : إن النبي آدم « عليه السلام » قد خلق للأرض ، ولم تكن شريعتها الخاصة بها قد وضعت بعد . . أما إبليس والملائكة فلهم أحكام أخرى ، فهم مؤاخذون بما قد يختلف عما يؤاخذ به الأرضيون . . ويجاب عن ذلك : إن ما يطلب من إبليس ومن النبي آدم « عليه السلام » شيء واحد ، ومن سنخ واحد ، وهو أن يكونا معاً في موقع العبودية والطاعة لله تعالى ، قضاء لحق ألوهيته ، وربوبيته ، ومالكيته ، وخالقيته ، و . . و . . ومن موارد ذلك : أن لا يتعدى إبليس على النبي آدم ولا يخالف أمر الله له فيه ، وفي ذريته . . كما أن على النبي آدم أن يلتزم بأوامر الله المولوية ، والإرشادية ، على حد سواء . .