ثانياً : بل الظاهر هو أن قوله : * ( رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا ) * . . تذلل وخضوع قبال ندائه تعالى ، وليس دعاء بالكلمات المتلقات [1] . ثم ذكر أخيراً . . أنه تعالى حين يعود إلى آدم « عليه السلام » ليستنقذه بلطفه ، ويمده بعونه ، ويقوي ضعفه ، ويرفع عجزه ، فإنما يفعل ذلك من حيث هو تواب كثير العودة إلى عباده ، لمساعدتهم ، وسد الخلل الذي يعانون منه ، وإن عودته هذه إليهم إنما هي من موقع رحيميته بهم ، التي يحتاجونها ، لتقوي ضعفهم ، ولتسدّ الخلل ، وترفع النقص . .
[1] راجع : تفسير المنير ج 1 ص 148 و 149 وراجع ص 133 و 134 .