وهي كلمات لها شرف ومقام كريم عند الله ، تحتاج إلى استعداد وتهيؤ لاستقبالها ولتلقيها . أما مجرد التجاء المحتاج والمنكوب إلى الله سبحانه ، والاعتراف أمامه بالقصور ، وبالتقصير ، وطلب العون ، والستر ، والمغفرة منه ، كما تضمنته فقرات هذا الدعاء ، فلا يحتاج إلى التعليم الإلهي ، إذ إن ذلك هو ما تسوق إليه طبيعة الإنسان العارف بالله ، الواقف أمام جلاله وعظمته ، المدرك لمدى عجزه في مقابل قدرته تعالى ، وضعفه مقابل قوته تعالى ، وفقره وحاجته أمام غناه وكرمه سبحانه . . فليس هذا الدعاء إلا ذلك الخطاب المألوف ، والواقعي ، والطبيعي جداً ، ولا يحتاج إلى تعليم . وليس هو بالأمر المغفول عنه ، بل ينساق إليه المحتاج إلى الله في مواقع الشدة ، خصوصاً من هو مثل النبي آدم « عليه السلام » ، في معرفته بالله سبحانه ، بفطرته وسجيته . . وذلك كله يجعلنا لا نقتنع بقول من يقول : إن الكلمات هي خصوص هذا الدعاء ، بل لا بد أن يكون معه أيضاً - أو بالاستقلال عنه ، ما هو أعظم وأهم وهي - أسماء أهل البيت « عليهم السلام » ، وهم محمد ، وعلي ، وفاطمة ، والحسنان صلوات الله عليهم أجمعين ، ليكونوا شفعاءه ووسيلته ، كما دلت عليه الروايات الشريفة ، فراجع [1] . وهذه الأسماء هي التي كان الله قد علمه إياها ، في وقت سابق وذلك حينما أمر الملائكة بالسجود له ، وأراد تعالى أن يظهر لهم عظمة آدم ، وأنه لا بد أن يوصل الكون إلى كماله من خلال معرفة خاصة تتناسب مع حقيقة تلك الموجودات العالية . .