القرب والرضا ، فإن لكل طاعة درجاتها التي تناسبها ، ومقاماتها التي تلائمها . ولا تحتاج في حصولك على هذه الوسائل إلى بذل أي جهد يصرفك عن الاستغراق في الله والانهماك فيما يرضيه . فالمال الكثير يمكن أن يفتح لك أبواباً كثيرة من القربات المتنوعة التي قد لا تتيسر لك بدونه فإنه : نعم المال الصالح للرجل الصالح [1] ، كالصدقات ، وبناء المدارس وتمهيد المسالك ، وإنشاء المعابر والجسور ، وتشييد المساجد ، وطبابة المرضى ، وغير ذلك مما يتعذر عدّه وحصره . . والجاه العريض يسهل لك الحصول على طاعات وقربات متنوعة أخرى ، فإنك بواسطة نفوذك ، وموقعك ، وجاهك ، تستطيع أن تقضي حاجات كثيرة جداً للمؤمنين لدى أهل الجاه والقوة والنفوذ ، وتأمر بمعونتهم ، وتعمل على إيجاد المرافق التي تحفظ لهم بها عزتهم ، وكرامتهم ، وسؤددهم . . وبواسطة قوتك ، وجندك ، وأعوانك ، تتمكن من أن تحفظ للناس أمنهم ، وتدفع عنهم الأسواء ، وتكبت عدوّهم ، وتقيم العدل فيما استخلفك الله تعالى فيه . فالملك إذن يفتح أمامك الكثير من الأبواب ، ويهيئ لك الكثير من الوسائل ، وبدونه ، فإنك لا تستطيع أن تمارس إلا أنواعاً محدودة من الطاعات ، كالصلاة ، والصوم ، والاستغفار ، ونحو ذلك . . 2 - لا يبلى : وهل يستطيع إنسان هو في مستوى نبي أن يتجاهل هذه الحقيقة ، فيؤثر لذّة عارضة على هذه النعمة العظيمة الباقية ، أم أن عليه أن يندفع لنيل أمر