وبعبارة أخرى : إن قوله تعالى : * ( وَلاَ تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ ) * يحتمل أمرين : وهما النهي عن شخص المشار إليه ، والآخر النهي عن سنخه ، ولا شيء يدل على أن الثاني هو المتعين . . بل قد يقال : إن النهي عن الشخص هو الأقرب بقرينة التعبير باسم الإشارة الذي يشار به للشخص المعين والحاضر ، ويحتاج إلى التعيين الحسي باليد ونحوها . . فلا مانع إذن من أن يأكل من شجرة أخرى تماثل الشجرة المشار إليها ، وليس في ذلك مخالفة للنهي ، لأن النهي قد تعلق بتلك فقط ، لا بهذه . وقد حاول إبليس التأكيد على رجحان أحد الاحتمالين للنبي آدم بأمرين : أحدهما : إعادة التعبير باسم الإشارة ليؤكد أن المقصود هو شخص ذلك المشار إليه . . والثاني : القسم : * ( وَقَاسَمَهُمَا ) * . . وعلى كل حال ، فقد روي هذا المعنى عن الإمام الرضا « عليه السلام » [1] حسبما تقدم . الآية لا تنافي هذه الرواية : وهناك من يقول : إن قوله تعالى : * ( فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ ) * . . ينافي الرواية المروية عن الإمام الرضا « عليه السلام » ، فلا بد من طرح الرواية . . ووجه المنافاة ، أن قوله تعالى : * ( فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ ) * . . إنما يقصد به
[1] راجع : تفسير البرهان ج 3 ص 46 وج 1 ص 83 والبحار ج 11 ص 164 عن عيون أخبار الرضا .