بل إننا لا نبعد إذا قلنا : إن الآيات الشريفة قد جاءت في سياق مدح آدم « عليه السلام » وتعظيمه ، وتكريمه ، وتفخيمه ، لا لتلومه وتذمه . . إنها تريد أن تمنحه وسام التقدير الفائق ، ولتؤكد على حقيقة ميزاته وخصائصه الفضلى ، ولتشير إلى مقامه العظيم عند الله سبحانه . وأنه « عليه السلام » إنما نال هذا الوسام وتبوأ ذلك المقام ، لنجاحه الباهر في الامتحان ، وذلك حين أكل من الشجرة ، إذ لولا أكله منها لاستحق الطرد المهين والمشين ، ولكان جديراً بالإسقاط عن درجة النبوة ، ولم يكن ليصلح لها ، لا من قريب ، ولا من بعيد . رجاء . . ودعاء : وإذا كانت هذه النظرة ستكون مثيرة للقارئ الكريم ، فإن رجاءنا منه هو أن لا يستعجل الحكم ، وأن يختزل من فورة الغضب لديه ، ولا يبادر إلى الحكم بالبطلان والبوار على هذا البحث قبل أن يتم قراءته ، علماً بأنه لن يصاب بالإرهاق أو الملل ، وذلك لما فيه من اقتضاب وإيجاز . حتى إذا أتم قراءته ، وعرف مراميه ومقاصده ، واطلع على ما فيه من دلائل وشواهد ، وإشارات ، فإنه سيجد الفرصة متاحة أمامه للرد أو القبول ، إذا وجد لأي منهما المبرر المعقول والمقبول . . ونسأل الله سبحانه أن يهدينا وإياه سبيل الرشاد ، وأن يمنحنا التوفيق والسداد ، إنه ولي قدير ، وبالإجابة حري وجدير . والحمد لله ، والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى محمد وآله الطاهرين . حرر بتاريخ 6 / 4 / 1422 ه . ق عيثا الجبل ( عيثا الزط سابقاً ) ، جبل عامل ، لبنان جعفر مرتضى العاملي