responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 137


أن التوبة هي الرجوع من العبد ، فإذا تاب عليه مولاه ، فإن الذنب يصبح كلا ذنب ، فيتعامل معه ، وكأن شيئاً لم يكن . مع أن آدم « عليه السلام » لم يرجع إلى الجنة ، فما معنى القول بأن الله قد تاب عليه ، وعادت الأمور إلى حالتها الأولى ، وكأن شيئاً لم يكن ؟ ! . .
فذلك يدل على أن التوبة ليست عن معصية ، وعلى أن الخروج من الجنة لم يكن عقوبة له ، بل كان أمراً تكوينياً ، كاستتباع السم للقتل ، والنار للإحراق [1] .
ونقول :
إن ذلك لا يكفي دليلاً ، إذ قد يكون هناك توبة عن ذنب ما ، ثم لا ترجع الأمور إلى حالها الأول ، وذلك بسبب أن للمعصية نفسها آثاراً تكوينية ، كشرب الخمر الذي يحدث قروحاً في المعدة ، أو أمراضاً أخرى ، فإن التوبة منه ، وقبول هذه التوبة من الله إنما يعني مجرد رفع العقوبة ، ولا يعني لزوم أن يشفيه الله سبحانه من تلك القروح أو الاختلالات ، أو الأمراض التي نشأت عن شرب الخمر .
ولأجل ذلك نقول :
إن ما ذكرناه هو الأقرب إلى القبول . .
المغفرة :
ولا بأس بأن يطلق على هذا الستر المطلوب من قبل النبي آدم وزوجه بإلحاح ، وبحرص : أنه مغفرة ، فالمغفرة ، في عمق معناها ، هي الستر . .
ثم لا بأس بأن يتوجه النبي آدم « عليه السلام » بطلب تلك المغفرة ، وذلك



[1] راجع : تفسير الميزان ج 1 ص 136 .

137

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 137
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست