responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 127


الرضا ، واللطف الإلهي ، كما أشرنا إليه أكثر من مرة . .
هبوط إبليس :
وقد أهبط الله إبليس لعنه الله حتى من تلك الجنة التي في هذه الدنيا ، عقوبة ، وخزياً ، وطرداً له من رحمة الله ، وكان قد سبق ذلك هبوط آخر لإبليس من المقام الذي كان فيه مع الملائكة ، سواء أكان ذلك الهبوط الأول ، من جنة الخلد أو من مواقع القرب والزلفى في السماء حيث كان في مواقع الشرف مع الملائكة . . وهو ما عبر عنه بالخروج ، المفيد للطرد المهين له في قول الله تعالى له : * ( فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ * وَإِنَّ عَلَيْكَ اللَّعْنَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ) * . . [1] .
وحتى لو كان النبي آدم في جنة الخلد ، فإن هبوط إبليس معناه : أنه وإن كان قد طرد من الجنة - أولاً حين لم يسجد لآدم « عليه السلام » - لكنه - ربما - كان قادراً على الدنو منها ، بحيث يسمع صوت من بداخلها . . فيكون هبوطه هذا بسبب هذا الجرم الحادث الذي ارتكبه في حق آدم وزوجه « عليهما السلام » هو بمعنى حرمانه حتى من الدنو والاقتراب منها .
ومن الواضح : أن بشرية النبي آدم « عليه السلام » ، قد فرضت بروز تلك الحالات الكامنة فيه ، كالجوع والعطش والانفعال بالحر والبرد ، والتعرض للآلام والأمراض ، وما إلى ذلك . لمجرد أنه ذاق الشجرة . .
أما إبليس لعنه الله ، فإنه بحسب طبيعة تكوينه ، لا تعرض له نفس هذه الحالات .
فكان هبوطه يمثل إبعاداً له عن ساحة الرحمة الإلهية ، وحرماناً له من



[1] الآيتان 34 و 35 من سورة الحجر .

127

نام کتاب : براءة آدم نویسنده : السيد جعفر مرتضى العاملي    جلد : 1  صفحه : 127
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست