كله ، وبما يتطلبه من تهيئة حاجات ومرافق ، وما يفرضه من هدايات ودلالات . كما أن بعض الأعلام قد ألمح إلى أن المراد : أن الله قد اجتبى آدم « عليه السلام » ، أي جمعه إليه سبحانه [1] وسلك به إلى نفسه ، لا يشاركه فيه غيره ، بما أعطاه من هدايات تيسّر له ذلك ، من حيث أنه تعالى هو الرحيم بعباده ، العائد عليهم بألطافه وعناياته . . وخلاصة القول : إن النبي آدم « عليه السلام » قد بادر إلى التضحية الحسية والواقعية بكل ما لديه في سبيل الوصول إلى مقامات جليلة وعظيمة عند الله ، وقد ظهرت آثار هذه التضحية في البلاء الذي واجهه . . وبذلك يكون قد أثبت خلوصه ، وكونه صفوة الله ، فاستحق أن يجمعه الله إليه ، وأن يصطفيه لنفسه ، وأن يمنحه وسام الاجتباء لنجاحه في الامتحان . . الذي لا ينجح فيه إلا صفوة الخلق . . فما صنعه الله له ، ليس مجرد معونة لمن احتاج إلى المعونة ، بل الموضوع موضوع مكافأة ، وإعلان لمقام الاجتباء الرفيع ، الذي يحتاج إلى أسباب كامنة في ذات الشخص المجتبى . . النبي آدم عليه السلام يتلقى الكلمات : وقد حدثنا الله سبحانه : أنه سبحانه في غمرة هذا الحدث ، وبعد الهبوط مباشرة ، قد أعطى عبده آدم « عليه السلام » ، كلمات تعقبتها التوبة عليه مباشرة ، قال تعالى : * ( فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) * . .